حلوة بلادى السمرا.. يا حبايب مصر.. وأنا على الربابة باغنى، أغانى حرب وانتصار أكتوبر 73 من عاش تلك الفترة وما بعدها سيتذكر بكل حب وفخر صدى تلك الأغانى ومعانيها، فقد كانت هناك حرب ومعركة خاضها الجيش المصرى وانتصر فيها بكل فخر (رغم حقد الحاقدين وتشكيك المتشككين) والآن وبعد مرور ستة وثلاثين عامًا تحولت معانى تلك الأغانى وأصبح الهدف من إذاعتها بتوزيعها وتصويرها الجديد تحفيز الشعب المصرى كله لتشجيع فريق كرة القدم. لقد استبدلنا خوض الحرب بلعب مباراة، والجول فى الشبكة بالانتصار فى الحرب، لقد تحولت المعانى أمام الأجيال الشابة والصغيرة من فخر بانتصار عظيم يؤرخ له فى التاريخ وأغان تحض على الانتماء لهذا البلد، إلى البديل العصرى وهو اللجوء لكرة القدم بفريق ولاعبين. هل أصبحت أقصى أمانينا أن نفوز فى مباراة تؤهلنا لدخول بطولة الله أعلم فى أى مرحلة سنخرج منها؟ أنا على يقين أن هذا الحديث لن يعجب الكثيرين من عشاق أو مهاويس الكرة، وكلنا يعلم أن هناك بالفعل شعوبًا تعشق الكرة لحد الجنون ولكن هناك فارقًا بين هذا الهوس أو العشق وأن يصبح أقصى آمالنا ونحن نحشد الجماهير وكأننا نحشدهم لدخول معركة كبرى. معركة كبرى وخاصة، فبرغم أنى لست خبيرة فى كرة القدم إلا أنى أعلم أننا لسنا الأفضل على المستويين الأفريقى والعالمى. نعم أتمنى فوز الفريق ولكن ليس بالدرجة التى تلهينى وتجعلنى أنسى أهم أحداث هذا البلد التى لم نحشد لها الجماهير، تلك الجماهير التى تحولت من يأسها أو سلبيتها إلى أى أمل حتى لو كان فريقًا يلعب كرة. المتابع للإعلانات سيجد أحدها يقول «يارب» خلينا نزلزل الأرض 80 مليون مصرى بكلمة يا رب، أنا أتمنى أن يزلزل 80 مليون مصرى الأرض بأن يقوموا بتنظيف شوارعهم ومنازلهم، أن يزلزل 80 مليون مصرى الأرض بأن يخلصوا لهذا البلد لا أن يذكروه فقط بالدعاء فى المساجد والكنائس لفريقهم القوى فى حربه الشعواء وغزواته المجيدة بأن ينصر الفريق ويجيب النصر لمصر.