فى اليوم الرابع عشر من شهر نوفمبر الجارى سوف تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بمرور ثمانية وثلاثين عاماً على جلوس قداسة البابا شنودة الثالث على كرسى مار مرقس الرسول مؤسس الكنيسة المصرية فى القرن الأول الميلادى، حيث كان قداسة البابا شنودة قد سلك حياة الرهبنة عام 1954 فى (دير السيدة العذراء السريان) بصحراء وادى النطرون، ثم رسّم أسقفاً للتعليم عام 1962 فى عهد البابا كيرلس السادس باسم الأنبا شنودة إلى أن أصبح فى عام 1971 البطريرك ال117 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باسم البابا شنودة الثالث. إننى أرى أن هذا العيد إنما يمثل عيداً لكل المصريين، فلقداسته قدر كبير من الحب فى قلوب الكثير من المصريين والعرب.. مسلمين ومسيحيين.. على حد سواء، فهو يُلقب ب(بابا العرب). لقد استحق قداسته هذا الحب نظراً لما يسعى إليه دائماً من نشر السلام والتسامح، فهو فى رأيى مصرى صميم وهو أحد حصون أمن وسلامة هذا الوطن، إذ إننى أؤمن بأن مصر يحرسها مثلث يمثل صمام أمان لهذا الوطن الذى ننتمى له جميعاً، وهو مثلث تتكون أضلاعه الثلاثة من السيد الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس كل المصريين الذى يؤكد دوماً قيمة المواطنة، وفضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى بسماحته وقداسة البابا شنودة الثالث بحكمته. كما أن لقداسته مواقف وطنية جليلة فهو صاحب مقولة (إن مصر ليست وطناً نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا) وأيضاً موقفه الخاص بعدم زيارة المسيحيين للقدس إلا بعد تحريرها ودخولها مع إخوتنا المسلمين، وغير ذلك من المواقف الوطنية التى تميز بها قداسته والتى تظهر وطنيته وحبه الشديد لبلده الحبيب مصر وحرصه الشديد على غرس المعنى الحقيقى للانتماء وحب الوطن والانتماء إليه، هذا الرجل الذى يحمل الكثير والكثير من الفضائل والمبادئ والأخلاق الرفيعة التى يتصف بها الملائكة، فهو فى تصورى ملاك أرضى يعيش فى وسطنا، كلما اقتربت منه تود أن تظل معه دائماً. أعلم أننى من المحظوظين، فقد اقتربت من قداسته كثيراً، ولمست جيداً كيف أنه يحمل قلباً يمتلئ بالعطاء، فهو دائماً يجول يصنع خيراً ويقدم حباً وسلاماً للجميع ودون تمييز، وهو يعلمنا باستمرار كيف يكون الحب وكيف يكون العطاء، لذا فإنه يستحق منا الكثير من الشكر والتقدير على إنجازاته الكثيرة وعطاءاته التى لا يمكن حصرها، فهو لا يعرف إلا معانى العمل والإنجاز والخدمة الحقيقية المملوءة بكل الحب. أعزائى القراء.. إن ما قدمه قداسة البابا شنودة الثالث لشعبه ووطنه لا يعد ولا يحصى، متعه الله بالصحة والعافية وبحياة كلها خير وسلام لمنفعة الكنيسة وبلدنا الحبيب مصر. www.hanyaziz.net