يجب على أئمة المساجد أن يكونوا على دراية كاملة بما يدور فى العالم من حولنا، وعلى دراية بما وصلنا إليه من سلبيات، ويجددوا الخطاب الدينى حسب مقتضيات العصر، فمثلاً أجد بعضهم يخطب فينا متناولاً قصة المرأة التى حبست الهرة، والهرة هى (القطة)، فالمرأة حبست القطة لا هى أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، فالقطة ماتت من الجوع، فالمرأة كانت تصلى وتصوم ولكنها دخلت النار بسبب القطة، فالحمد لله القطط فى هذه الأيام تعيش فى رفاهية كاملة، وأقسمت بالله ألا تأكل الفئران، لأن الزبالة فى كل مكان متوفرة وفيها ما لذ وطاب من بقايا الأكل، وصار القط والفأر صديقين، وإن كنت تشك فى كلامى ادخل أى مستشفى وتجول فيه تجد الفأر على ظهر القطة يداعبها وتداعبه على أكوام الزبالة!! ونجد إماماً آخر يقف ويذكر لنا أن امرأة كانت بغية من بنى إسرائيل فوجدت كلباً يلهث من العطش فسقته فغفر الله لها كل ذنوبها، وأدخلها الجنة بسبب الكلب.. فرق كبير بين الكلب فى الماضى والكلب فى الحاضر، فكلب الماضى لهث من شدة العطش، أما الكلب فى هذه الأيام يستحم بالشامبو ويمشط له شعره ويأكل اللحوم التى حُرم منها كثيراً من الفقراء، ورأيته بعينى جالساً فى سيارة فاخرة وعندما نظرت إليه بغيظ، نظر إلىّ بكبرياء وأخرج لسانه، وكأنه يقول لى أنا أسعد منك حظاً، فإذا كانت الحياة تغيرت فلابد من تغيير أو بالأحرى تجديد الخطاب الدينى، فنستبدل قصة القطة والكلب بحث الناس على الرحمة بأطفال الشوارع، واحتوائهم فى مؤسسات، وتدريبهم على الأعمال الحرفية، أما إذا تمسكنا بقصص الماضى وأهملنا سلبيات الحاضر، نكون قد قصرنا فى فهم الدين فهماً صحيحاً، فأطفال الشوارع أهم من القطط والكلاب، لأنهم من فصيلتنا، بشر مثلنا، وجاءوا إلى الحياة نتيجة أخطائنا، فنحن الجناة، فمن واجبنا أن نحتويهم وننزع فتيل الشر من أنفسهم، فهم قنبلة موقوتة. أحمد خليل السوهاجى عامل بجامعة سوهاج