اشتعلت شرارة الحرب بين نادى ريال مدريد الإسبانى والاتحاد البرتغالى لكرة القدم بسبب النجم كريستيانو رونالدو. وظهرت أولى بوادر هذه الحرب عندما أعلن كارلوس كيروش مدرب المنتخب البرتغالى أنه سيستدعى الجناح الشاب للمشاركة فى الدور الفاصل بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا أمام البوسنة والهرسك، مشيراً إلى أنه يود إشراك رونالدو فى هاتين المباراتين «ولو حتى لدقائق قليلة». ولكن نادى ريال مدريد الذى يلعب له رونالدو أعرب عن غضبه الشديد بسبب هذا الأمر لأن النادى الإسبانى يرى أن إصابة الكاحل الأيمن التى يعانى منها اللاعب تحتاج لأسبوعين آخرين من العلاج والراحة قبل عودته للملاعب. ويسعى ريال مدريد لمنح رونالدو أقصى درجات الراحة والعلاج لكى يكون جاهزاً للعب مباراة القمة الكلاسيكية «كلاسيكو» بالدورى الإسبانى فى 29 نوفمبر الجارى أمام برشلونة الذى يتصدر الدورى الإسبانى حالياً بفارق نقطة واحدة أمام ريال مدريد. ويخشى ريال مدريد أن تتسبب مشاركة رونالدو فى مباراتى البرتغال أمام البوسنة بالدور الفاصل فى تفاقم إصابة اللاعب، ويصر على بقاء رونالدو فى مدريد هذا الأسبوع وعدم سفره إلى البرتغال. أما البرتغال، فلا يبدو أنها تصدق حقا أن إصابة رونالدو خطيرة إلى هذه الدرجة وتريد فحص اللاعب من قبل أطباء اتحاد الكرة البرتغالى. ولاشك فى أن ما يحدث الآن هو خلاف «النادى ضد الدولة» القديم مع وجود مشاعر انتقام سائدة، ووجود أغلى لاعب فى العالم عالقا فى ظل الخلاف. وبالتأكيد اشتعل غضب ريال مدريد تجاه الأطباء البرتغاليين وتجاه كيروش الذى لم يحقق أى نجاح عندما تولى تدريب ريال نفسه قبل بضعة أعوام، ومنذ مهزلة مباراة المجر لم يلعب رونالدو. وفى الأسبوع الماضى توجه رونالدو إلى العاصمة الهولندية أمستردام للعرض على الطبيب الإخصائى نيك فان دييك، وهو نفس الطبيب الذى أجرى لرونالدو عملية جراحية فى كاحله الأيمن فى يوليو 2008 . واطمأن ريال مدريد برأى فان دييك الذى لم ينصح بإجراء عملية جراحية جديدة لرونالدو وإنما أمر له بالراحة لمدة أسبوعين آخرين. واتهمت صحيفة «آس» الرياضية اليومية الصادرة فى مدريد تحت عنوان: «إنها الحرب» كيروش بأنه يتصرف تحت تأثير مشاعر الاستياء والضغينة لأن ريال مدريد أقاله من تدريبه فى عام 2004 بعد موسم كارثى بالنادى الملكى. ونقلت «آس» عن رونالدو قوله: «لا أتخيل بطولة كأس عالم بدون البرتغال»، مضيفة أن ريال مدريد يهدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد اتحاد الكرة البرتغالى. أما صحيفة «ماركا» المنافسة فقد نقلت عن خورخى فالدانو مدير عام ريال مدريد قوله: «سننتظر أسبوعين آخرين وبعدها سنعرض رونالدو من جديد على الطبيب فان دييك». وأضاف فالدانو: «إن الأبواب مفتوحة أمام الأطباء البرتغاليين لكى يأتوا ويشاهدوا بأنفسهم حالة اللاعب وفى جميع الأحوال أرسلنا لهم كل المعلومات المتعلقة بإصابة رونالدو الذى أعتقد أنه بحاجة إلى الهدوء لأننا ندفعه نحو القلق».