اليوم ينتهى الكعك وغداً يبدأ «قفا» العيد وهو «قفا» ليس له أى علاقة بالضابط.. ومازال النيل يجرى حتى أوقفه الكمين وأخبره أن الرئيس الألمانى «كريستيان فولف» لم يستطع أن يجد مقعداً لابنه «لينوس» فى الحضانة، رغم استيفاء الشروط ووضعوه فى قائمة الانتظار، بينما يستطيع أى حاكم عربى أن يجد بسهولة مقعداً لابنه على قمة السلطة.. وفى العيد السعيد، كان البعض يبحث لابنه عن مقعد على رصيف «النافورة».. كان «فتيحة» «يزك» ويمشى ببطء شديد بحجة أنه يمشى «قانونى» وأنه تعلم المشى البطىء من قضية رفعها جده أيام ناظر الحقانية «عبدالعزيز فهمى» ومرت سنوات تحول بعدها عبدالعزيز فهمى إلى «ترام» وتحول جده إلى «تراب» وتحولت القضية إلى «تراث» تتداوله المحاكم فى ذكرى وفاة جده.. وفى العيد، تعود «فتيحة» أن يصطحب زوجته «زكية» والأولاد كل عام لقضاء العيد حول «النافورة»، التى أنشأها المحافظ لربط أهالى المحافظة بأعالى النيل بواسطة السرسوب، حيث «يبلبط» الأولاد ويجلس «فتيحة» على حافة النافورة يراجع جدول الدورى ويحسب معدلات التنمية ويوقع للمرشحين على بياض، بينما تنشغل «زكية» بمداعبة خاتم حديد فى إصبعها احتكرته من جدتها أمينة المرأة فى إحدى القبائل وتغنى للعلاوة «علاوة زمان عروسة وحصان».. هذا العام طلبت «زكية» من «فتيحة» ضرورة التغيير وترك «النافورة» فحذرها «فتيحة» أن المحافظ ممكن يزعل فقالت: - «ما يزعل ولا يتنيل! هوه لو ساب (مارينا) هنقوله حاجة؟».. فسألها: - «أمال ح نروح فين؟».. قال ابنهما الطفل: - «ناحية بيت عمتى فيه حتة طافحة والناس ملمومة عليها بتعيد هناك».. فنهرته أمه وقالت: - «إحنا يا واد مش بتوع حتت طافحة مجارى».. فقال الطفل: - «دى ماسورة ميه نضيفة مكسورة».. قالت: - «زمانهم نشفوها زى ما نشفوا البلد».. فقال «فتيحة»: - «خلاص نروح نسلم نفسنا ونقضى اليوم فى ضريح المصريين».. فصرخ الأطفال: - «لأ التخشيبة لأ يا بابا».. ومازال النيل يجرى حتى أوقفه الكمين. [email protected]