أعلنت جوائز مهرجان مراكش السينمائى الدولى التاسع الأسبوع الماضى، وفاز بالجائزة الكبرى الفيلم المكسيكى «من دون شمال» أول فيلم روائى طويل لمخرجه ريجوبيرتو بيرز كانو، الذى كان قد فاز فى مهرجان أبوظبى السينمائى الدولى الثالث فى أكتوبر بجائزة أحسن ممثلة (25 ألف دولار) لكل من أليسا لاجونا ورونيا كوو. ويجمع بين الجائزتين اللتين فاز بهما الفيلم فى مهرجان أبوظبى ومراكش أن رئيس لجنة التحكيم فى المهرجانين كان المخرج الإيرانى عباس كيارو ستامى، كما يجمع بين جوائز المهرجانين عدم فوز أى فيلم عربى بأى جائزة. وأن يتحرك رئيس لجنة تحكيم بين مهرجانين فى العالم العربى فى أقل من شهرين، ويعرض فى مسابقة كلا المهرجانين فيلم يفوز هنا وهناك، واقعة غير مسبوقة فى تاريخ كل مهرجانات السينما فى العالم. من الممكن قبول تكريم مراكش للمخرج أمير كوستورتيشا بعد تكريمه فى مهرجان دمشق، وقبول تكريم مهرجان مراكش للممثل بن كنجزى بعد تكريمه فى مهرجان أبوظبى العام الماضى، ومهرجان الدوحة العام الحالى، ولكن كان على إدارة مهرجان مراكش أن تخير كيارو ستامى بين رئاسة لجنة تحكيم أبوظبى أو رئاسة لجنة تحكيم مراكش، وقد عبر لى المخرج أحمد عبدالله قبل سفره إلى مراكش حيث عرض فيلمه «هليوبوليس» فى المسابقة عن انزعاجه من رئاسة كيارو ستامى للجنة التحكيم حيث عرض نفس الفيلم فى مسابقة أبوظبى، وقال إن موقفه من فيلمه معروف مسبقاً، فقلت له سوف يقال لك أن اللجنة وأى لجنة ليست رئيسها فقط، وإنما هناك أعضاء يصوتون، وهذا صحيح، ولكنه لا يعنى أن رئيس أى لجنة لا يملك تأثيراً أكبر على نتائجها، وأقول ذلك من واقع رئاستى لجنة تحكيم مهرجان تورينو، ولجنة تحكيم المهرجان القومى فى مصر والمهرجان القومى فى المغرب وعضوية لجان تحكيم أخرى. وقد كان من الغريب حقاً اختيار كيارو ستامى لرئاسة لجنة تحكيم مهرجانى أبوظبى ومراكش فى الوقت الذى تعبر فيه إيران عن مواقف عدائية ضد الإمارات والمغرب، ويرجع هذا فى تقديرى إلى الإدارة الأجنبية لكلا المهرجانين، وربما يرى البعض أن كيارو ستامى لا يعبر عن موقف النظام السياسى فى إيران، وهذا غير صحيح، خاصة فى عام 2009، الذى شهد أول انتفاضة شعبية ضد ذلك النظام، فحدث فرز واضح، وانحاز زميله محسن ما خمالباف مثلاً إلى الشعب، بل وأصبح يقود المقاومة بالسينما فى المنفى مع شيرين نشأت وغيرهما من المبدعين الإيرانيين الذين يدافعون عن الحرية، ولا يبيعونها بأى ثمن. [email protected]