قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن سوريا تشهد وضعاً مأساويا منذ عشرين شهرًا، حيث قُتل 30 ألف شخص بأعمار متراوحة، دون تفريق بين مسن وشاب، وهناك أعداد كبيرة من اللاجئين تتجاوز 100 ألف، فيما قال بكر بوزداغ، نائب رئيس الوزراء التركي، إن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيرحل عن دمشق على أي حال، لكن المسألة هي مسألة وقت. وأوضح في كلمة ألقاها، السبت، بالجلسة الافتتاحية لمنتدى اسطنبول العالمي، الذي تنظمه دائرة الدبلوماسية الشعبية برئاسة الوزراء التركية، ووقف أبحاث السياسة والاقتصاد والمجتمع، الذي يتخذ من «العدالة» عنوانًا له، أن الأممالمتحدة تقف موقف العاجز في سوريا، وموقفها عبارة عن منح الضوء الأخضر لنظام الأسد لكي يستمر في القتل والمجازر، مبينًا أن «مجلس الأمن لا يستطيع أن يضع سياسة فاعلة، فهو يفتقد شرعيته أمام المظلومين.. العدالة حاجة للسوريين، وحق للسوريين، وليست حقًّا للأسد». وأضاف في الكلمة التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول: «التاريخ سيذكر بالخير دائماً الواقفين إلى جانب العدالة، في حين ستكون الكراهية من نصيب الظالمين.. العدالة لا تعني السلام والأمن الفردي، بل إن مفهوم العدالة، هو مفهوم حيوي من أجل بقاء المجتمع والسلطة». وتابع: «العدالة ليست مفهوماً لطمأنينة الأفراد فحسب، بل لبقاء المجتمعات والأفراد، ولهذا السبب، فإن مفهوم العدالة هنا في المنتدى، سيتم تناوله بأشكاله المتعددة من السياسة إلى الاقتصاد، والفن، والتاريخ». وأوضح أن المنتدى، من حيث الموعد والوقت، يكتسب أهمية كبيرة، «لاسيما وأن العالم، وخاصة منطقتنا، يشهد تحولاً كبيراً، وله انعكاسات كبيرة. والى جانب ذلك هناك أزمة اقتصادية كبيرة، لها انعكاسات خاصة على الغرب وعلى الأخص من الناحية الاقتصادية، والآثار التي تحدث في الشرق وافريقيا، ومن أجل فهم أبعادها، لابد أن نقف عند موضوع العدالة». وأشار إلى أن اختيار العدالة كعنوان للمنتدى، يعتبر اختياراً ناجحاً وموفقاً، مضيفًا أن هناك مفاهيم متممة، للعدالة، «فالعدالة هي وضع النعمة في محلها، أما الظلم فهو وضع الشيء في غير محله، إذًا هذا هو الفرق بين الظلم والعدالة». وأردف قائلًا: «ونحن كأناس تبنوا العدالة، بهذا الفارق الكبير، لابد من أن نسعى لترسيخ هذا المبدأ، وحاجة الافراد للعدالة أمر مهم، حيث أن الفلاسفة والسياسيين، لهم موقف موحد تجاه ذلك. والعدالة اعطاء كل ذي حق حقه. والعدالة هي بمفاهيمها، تعني الاستقامة في الموقف والحكم، وتهذيب وتحقيق المساواة». وانتقل «أردوغان» إلى الحديث عن قضية الإرهاب و«الإسلاموفوبيا»، فقال إن الإرهابيين يمكن أن يخرجوا من كل فكر وديانة، وهذا لا يعني أن الدين يشجع على الإرهاب، مبينًا أن الفلم المسيئ تسبب في نشر الكراهية بين الناس، ولم يكن له هدف غير ذلك، وأضاف: «لا يمكن أن نسمح بذلك، ولا يمكن أن يكون الفيلم ذريعة لممارسة أعمال العنف». وعلى صعيد ذي صلة، قال بكر بوزداغ، نائب رئيس الوزراء التركي، إن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيرحل عن دمشق على أي حال، لكن المسألة هي مسألة وقت. وأوضح في كلمة خلال حضوره جلسة تحت عنوان «شمال أفريقيا والمستقبل العادل» في إطار منتدى إسطنبول العالمي، أنه لم تعد هناك فرصة للرئيس السوري، «الأسد»، ليكون مرتاحا في بلاده، بعد كل هذا القدر من نزيف الدماء والدموع. وأضاف نائب رئيس الوزراء التركي، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول للأنباء،أنه يجب النظر جيدا، إلى طلبات الشعوب، كشرط لتأسيس مستقبل عادل، في العالموأفريقيا، بحيث يعم السلام، والطمأنينة، والأمن، مؤكدًا على ضرورة سيادة القانون وضمان الحقوق الإنسانية، واحترام ذلك من قبلإدارة أي دولة. يذكر أن منتدى اسطنبول العالمي ينظم بالتعاون بين رئاسة الوزراء التركية، ومركز الدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية «سيتا» التركي.