توقع الدكتور عادل خطاب، مستشار وزير الصحة للأمراض الصدرية، ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بفيروس (AH1N1) المعروف بأنفلونزا الخنازير بصورة غير مسبوقة خلال الفترة المتبقية من شهر ديسمبر الجارى، كما أشار إلى أن الفترة الحرجة «الخطرة» للإصابات بالمرض ستكون خلال شهرى يناير وفبراير المقبلين، لافتا إلى أن حالات الوفاة قد تتراوح ما بين 100 و150 حالة فى كل شهر. وكشف مستشار الوزير ل«المصرى اليوم» عن أن عدد الإصابات غير المسجلة بأنفلونزا الخنازير فى مصر يصل إلى نحو 400 ألف حالة حتى الآن، وسيتضاعف خلال الفترة المقبلة على حد قوله. وقال «خطاب» أن الإصابات المسجلة فعلياً لا تتجاوز 5 آلاف و200 حالة حتى يوم أمس، مشيراً إلى أنه بنهاية ديسمبر الجارى قد ترتفع الإصابات إلى أضعاف المسجل حالياً، كما ستتضاعف الوفيات جراء المرض. وأضاف أنه طبقاً للبيانات والإحصائيات العلمية المتعارف عليها دوليا فإن الإصابات غير المسجلة بالمرض تتجاوز 400 ألف حالة فى مصر منذ ظهور الفيروس فى يونيو الماضى. وأوضح «خطاب»: «لقد طبقنا معادلة وضعتها منظمة الصحة العالمية تستند على معامل محدد ومتعارف عليه لقياس عدد الحالات المصابة بشكل فعلى، وليس المسجلة رسمياً، وعلى هذا الأساس أعلنت الولاياتالمتحدة مثلا أن لديها 5 ملايين حالة إصابة إيجابية، وهو رقم أقل بكثير من المسجل لديها، لكن بالنسبة للوفيات فإن كل دولة تسجلها بدقة، فالولاياتالمتحدة لديها 10000 حالة وفاة مسجلة، وفى ألمانيا تم تسجيل أكثر من 203 آلاف حالة إيجابية، أما فى البرتغال فتم تسجيل 157 ألف حالة إصابة إيجابية». وأشار «خطاب» إلى أنه بالنسبة للوفيات، فإن مصر لديها 80 حالة وفاة وهذا رقم ثابت ومسجل، وفى سوريا مثلا هناك 103 حالات وفاة، والسعودية 97 وفاة، وكل ذلك طبقا للبيانات الرسمية. وقال مستشار وزير الصحة: «نتوقع زيادة فى الإصابات، وبالتالى زيادة فى حالات الوفيات خصوصاً بين الفئات الأكثر عرضة لمخاطر المرض، وهى السيدات الحوامل والمصابون بالأمراض المزمنة والذين يعانون مع ضعف المناعة، أو البدانة المفرطة، بالإضافة إلى الأطفال تحت ال 5 سنوات وكبار السن فوق ال 65». وأضاف أنه طبقا للأرقام فإنه خلال أربعة أشهر فقط تم تسجيل 4 حالات وفاة، هى يوليو (حالة وفاة واحدة) وأغسطس (دون حالات)، وأكتوبر (حالتان) توفيت 4 حالات فقط بمعدل حالة وفاة كل شهر، مشيرا إلى أنه خلال شهر نوفمبر توفيت 17 حالة، وقال: «بعدها دخلنا فى شهر ديسمبر الذى سجل 59 حالة وفاة خلال 18 يوماً فقط منه». مضيفاً أن الشهر لم ينته بعد وبالتالى فلا نستبعد ارتفاع العدد بنهايته. وأكد «خطاب» أن الإصابات المتوقعة تتزايد بعد إتاحة التحليل للفيروس فى المعامل الخاصة، لأن الوزارة كانت تتعامل مع الحالات الخطرة والصعبة وهذا يرفع من عدد حالات الإصابة المسجلة. وأشار إلى أن الفيروس يمكنه أيضا أن يقتل شخصاً فى العشرينات من عمره وحالته الصحية جيدة ولا يعانى من أى أمراض دون أسباب واضحة، بخلاف أن الفئة العمرية من 20 إلى 40 تكون أكثر عرضة للإصابة. وقال: هذه الفئة العمرية تكون أكثر حركة بوصفهم «طلبة أو موظفون وعمال» لذلك فهم يتعرضون للمرض وبالتالى للعدوى، أما السبب الثانى بحسب كلام «خطاب»، فقد كشفت عنه منظمة الصحة العالمية وهو أن كل من ولد قبل سنة 1957 تكونت لديه مناعة جزئية ضد هذا الفيروس باعتبار أن ذلك الفيروس ظهر فى تلك الفترة لكن بسلالة مختلفة، وبالتالى فإن طبقاً للمنظمة البشر الذين عاشوا تلك الفترة لديهم نوع من المناعة الجزئية ضده، أما من ولدوا فى السنوات التالية، فلم تتكون فى أجهزة المناعة لديهم أجسام مضادة. وأضاف: «لذلك نحن أصبحنا نصف ذلك الفيروس باللص الغريب الذى لا يعرف الجسم عنه أى شىء»، وبالتالى لا يعرف كيفية التعامل معه». أما السيدات الحوامل وهن من الفئات الأكثر عرضة للخطر بشكل أكبر من غيرهن عند إصابتهن بالفيروس، أوضح مستشار الوزير أن الحامل بشكل عام عرضة للوفاة أكثر من أى فئة أخرى، مشيراً إلى أن الفيروس يكون أشد خطراً وفتكاً للحوامل خلال النصف الثانى أو الأخير من حملهن أى بعد الأسبوع العشرين، وقال: فى بلدان كثيرة من العالم مثل «كندا» على سبيل المثال، تكون الأولوية فى التطعيم ضد الفيروس للسيدات الحوامل.