«لو قصدهم يقللوا عددنا فإحنا بقى هنزيد».. هكذا بدأت رانيا - 28 عاما- الحاصلة على بكالوريوس علوم قسم هندسة وراثية، حديثها عن الانتقادات الحادة التى وجهتها شخصيات دينية بحجم شيخ الأزهر للمنتقبات، فضلا عن قرار د. هانى هلال وزير التعليم العالى بمنع دخول المنتقبات المدن الجامعية. رصدت رانيا بجملتها أحد ردود أفعال المنتقبات على الانتقادات التى وجهت لهن. كان تأكيد شيخ الأزهر أن النقاب «عادة وليس عبادة» بداية لسلسلة من الإجراءات التى وصلت إلى حرمان طالبات من السكن الجامعى، بالمقابل، أكدت رانيا أن حديث د. طنطاوى دفعها لحسم قرارها بارتداء النقاب. تقول خريجة العلوم: «نويت ألبس النقاب قبل كلام شيخ الأزهر بأيام، وكنت لسه بفكر أنزل بيه الشارع، وقدامى إمكانية للتراجع.. لكن بعد اللى حصل اتأكدت إن قرارى صح وحسمت موقفى، ومش أنا بس.. بنت صاحبتى كانت مترددة تلبس النقاب بقالها حوالى سنتين منذ دخولها الجامعة، لكنها حسمت موقفها بعد قرار وزير التعليم العالى بمنع المنتقبات من دخول السكن الجامعى بأسبوع». وأضافت رانيا: «يمكن القرارات دى بدل ما تخلى صاحبتى تتراجع دفعتها لحسم أمر مش عارفه تاخد فيه قرار بقالها سنتين! وأنا فاكرة لما صديقتى لبست النقاب قالت لى إنه فى وسط كل الفساد اللى عايشين فيه دا اللى بيتهاجم يبقى ماشى صح.. عشان كده لبست النقاب». وحول إمكانية حرمان صديقتها وغيرها من المنتقبات من السكن الجامعى ردت رانيا: «حتى لو منعونا من التعليم أو دخول المدن الجامعية مش عايزين نتعلم، وزى ما قال الشيخ وجدى غنيم قبل كده للشباب ماتفنيش نفسك فى العلم أوى يا ابنى.. أنت مش هتنزل قبرك بشهاداتك..والملايكة مش هيقولوا لك اتفضل يا دكتور ولا يا بشمهندس!!». مع «نصائح» غنيم اعتبرت رانيا وغيرها الأمر محسوما، فوضعت النقاب فوق العلم، وفكرت فى «عذاب القبر» قبل أن تفكر فى الشهادة. فى أحد المحال المعروفة ببيع النقاب و«لوازمه» قابلنا فتاة ووالدتها، الاثنتان ترتديان النقاب، الفتاة أتت بحثا عن «ملحفة سعودى» بينما تصر والدتها على شراء «إسدال» معللة رأيها بأن الملحفة «هتبقى واسعة أوى.. والبنت جسمها صغير أساسا». كانت الأم تنصح ابنتها قائلة «يا بنتى الملحفة دى كبيرة أوى.. هتمشى إزاى فى الجامعة بيها؟». البائعة التى لم رأت «خلاف الزبائن» أرادت أن تحل المشكلة فنصحت الفتاة بارتداء «إدناء» لكن الفتاة أصرّت على الملحفة فسألت الأم عن السعر فكان 120 جنيها.. هنا بدأت الأم فى الفصال، وحين شعرت بالفشل انصرفت وخلفها الفتاة التى تصر على ارتداء «الملحفة السعودى». تقول البائعة عن الفرق بين الإسدال والملحفة والإدناء: «الإسدال هو جلباب طويل للغاية وهو الأقل اتساعا بين ملابس المنتقبات، بينما الملحفة الأكثر اتساعا، ويعتبر الإدناء وسطا بين الاثنين» وأضافت: «يمكن ارتداء النقاب على الأشكال الثلاثة، كما يمكن ارتداؤه على العباءة العادية أو حتى جيبة وبلوزة، لكن الفتيات الصغيرات الآن يفضلن ارتداءه على الملاحف باعتبارها الأكثر اتساعا». تغيب البائعة فى «فصال جديد» مع زبونة أخرى تفاضل بين «الملحفة» و«الإسدال» فى السعر و«الستر».