النقاب ليس فقط قطعة قماش تغطى الوجه، الأمر بالنسبة للتجار «سوق» مفتوحة أمام من ترغب. فى حى الزيتون مشهد حى على نشاط سوق النقاب، فالمحال ضاقت بعشرات المنتقبات والباحثات عن النقاب.فى أحد المحال كانت فتاة لم تتجاوز العشرين عاما تقف لترشد الباحثات عن «النقاب». قالت الفتاة– التى رفضت ذكر اسمها– معلقة على حركة البيع والشراء: «الحال زى الفل.. والمحل مليان.. فبعد هجوم الحكومة وشيخ الأزهر على النقاب والمنتقبات زاد عدد المنتقبات..وأنا أقدر أقولك ده من خلال زيادة عدد البنات اللى بيشتروا النقاب عن أى وقت قبل كده! وماشوفتش واحدة كانت منتقبة وخلعت النقاب بل بالعكس». على باب محل أبوحمزة لملابس المحجبات، كان محمود صالح يجلس مرتديا الجلباب الأبيض القصير، بلحيته التى بالكاد غزاها الشيب، صاحب المحل لم يكن «شيخا» بلا شهادة كآخرين لكنه طبيب أسنان تحول فجأة إلى تجارة الملابس ليتخصص فى بيع ملابس المنتقبات بحى الزيتون. يقول د. محمود: «أعمل فى المهنة منذ حوالى 3 سنوات.. والحال ماشى حاليا لأننا خلال ال3 سنين اللى فاتوا مكنّاش بنبيع النقاب وملابس المحجبات زى دلوقتى.. ناس كتير قالت إن الهجوم الأخير على النقاب هيجبر المنتقبات على خلعه أو حتى هيخلى الراغبات فى النقاب مياخدوش الخطوة دى، لكن من واقع شغلى بقول إنى تقريبا دلوقتى ببيع ضعف الكمية، وشوفت بنفسى إزاى الهجوم خلى المترددات فى ارتداء النقاب يلبسوه. وطبعا دا عمل رواج». ويضيف طبيب الأسنان السابق: «بالنسبة لى ولغالبية المنتقبات، رأى شيخ الأزهر مش مرجعية خاصة إن عندنا علماء أفاضل أكدوا أن النقاب وإن لم يكن واجبا فهو مستحب، وهمّا دول مرجعيتنا الحقيقية وطبعا المنتقبات عارفين ده ومقتنعين بيه». ويؤكد صالح أن «النقاب أصبح سعره أرخص من أى فترة ماضية وأنه فى متناول جميع الفئات حيث يبدأ من 10 جنيهات فقط ويصل حتى 50 جنيها حسب نوع القماش والخامة، كما أن المنتقبة لن تضطر لشراء أكثر من قطعة لأنها لن تحتاج تبديلها ولن يلاحظ أحد إن لم تبدلها!» لم يكن د. محمود وحده الذى يبيع النقاب فى المنطقة، فهناك أكثر من متخصص فى تجارة النقاب، فى محل آخر لملابس المحجبات تقول شيماء - 19 عاما– إحدى البائعات: «إحنا فى الفترة الأخيرة بنبيع تقريبا ما بين سبع أو ثمانى قطع فى اليوم وهو ما لم يحدث منذ أن بدأت عملى.. وأنا شايفة إن الهجوم على النقاب اللى حصل فى الفترة الأخيرة دعمه، وساعد بنات كانوا عايزين ياخدوا الخطوة دى ومترددين إنهم ينفذوها فعلا، ده غير إن المنتقبات أصلا مفيش واحدة منهم هتخلع النقاب أو هتغير رأيها فيه بسبب حد». فى المحل الذى تعمل به شيماء تبدأ أسعار النقاب من 25 جنيها، وحسب البائعة: «الخامة هى اللى بتفرق، إحنا هنا بنبيع أفضل الخامات فى السوق، والقماش بيبقى مستورد وبيساعد المنقبة، لكن فيه ناس بتحب تعمل خير وبتبيع بسعر أقل من دا عشان يشجعوا البنات على النقاب وتقدر كل بنت تشترى النقاب فى أى وقت وبأرخص سعر ودا كمان يعتبر ثواب وبركة».