شاهدت بنفسى هذا الحدث الرياضى المهم الذى أعتقد أنه سيهز كيان الرياضة المصرية على مدى عشرات السنوات المقبلة أرجوكم لا تتهمونى بأننى سأتحدث عن مباريات الدورى «الأهلى والزمالك» وكل من يبدأ اسمه بحسام أو حسن شحاتة فهذه حقن البنج التى نتجرعها لنذهب بها ومعها إلى الغيبوبة الرياضية استكمالاً لما نحن فيه.. طبعاً هتسألونى إيه الحكاية ياجلال؟ - إنها بطولة العالم لطلبة المدارس التى انتهت منذ أيام قليلة ولم نسمع عنها أى شىء فى مصر وكأنها بطولة «قبيحة»، لقد شاركت خمسون دولة فى هذه البطولة العالمية من جميع القارات فى ألعاب متعددة، ورأيت بنفسى الفتيات والصبية حتى سن 17 سنة يرتدون الشورت بدون استثناء يتنافسون ويتعارفون، حيث تذوب الأديان والألوان والأجناس فى أهم مرحلة سنية لتكوين الشخصية، وهى مرحلة البلوغ ومرحلة اكتمال البناء العضلى للجسم للبنات والأولاد، لقد رأيت فى عيونهم السعادة والأمل والطموح فى مناخ رياضى بالغ العظمة والروعة، إن أبطال بطولة العالم لطلبة المدارس سنة 2009 هم أبطال الأوليمبياد سنة 2016 فى ريو دى جانيرو وما بعدها، لقد جاءتهم الفرصة ليظهروا مهاراتهم وقدراتهم على مسرح الفن الرياضى ليعرف العالم أسماء أبطال المستقبل. - وحزنت عندما سألت نفسى فين يا جلال طلبة مدارس مصر وبنات مصر وصبيانها فى هذه البطولة ونتائجهم؟! فين ياجلال وجوه الصبية الطلبة المصريين بلونهم الأسمر وأسنانهم البيضاء التى تكشفها بسماتهم وضحكاتهم؟! فين ياجلال الرياضة فى المدارس؟ ومن هو الفاعل أو المتهم الذى قضى على الرياضة فى المدارس وأضاع حلم الأمة التى كانت فى مقدمة الأمم؟! ومن الذى اخترع المنهج التعليمى الذى يتعارض مع اكتشاف الطاقات الرياضية الكامنة فى بنات وصبية المدارس؟! أكيدواحد عمره ما لبس شورت فى حياته.. يا خسارة يا جلال.. ماتزعلش والنبى علشان صحتك وقلبك كفاية كده.. إن التعليم فى مصر لطلبة المدارس رمز «الجمل» والتعليم فى مصر لطلبة الجامعات رمز «الهلال» وهى رموز معروفة قبل محو الأمية أيام الاتحاد الاشتراكى ولا يوجد أحلى من هلال والجمل عندما يكشران عن أنيابهما عندما يتكلمان أو يصرحان على الشاشات معتمدين على أننا نسمعهما من الوضع «راقداً» أو مستسلماً. - لقد حظيت هذه البطولة باهتمام ومتابعة العالم وقد استضافتها العاصمة القطرية الدوحة لتعلن عن نفسها وعن ملاعبها وشوارعها. وقد سبق أن استضافت الدوحة أكبر جوائز لبطولة دولية للسيدات فى التنس تم بثها على جميع الشاشات، ليضعوا أنفسهم على الخريطة ولم نسمع صوتاً واحداً ينادى عندهم بأن ملابس الفتيات فى الرياضة حرام ولكنهم يصدرون لنا فقط هذه الآراء ليضمنوا لنا مكاناً دائماً فى المؤخرة، وقد نظمت قطر أيضاً أكبر جوائز بطولة دولية للإسكواش «رجال ونساء» وتستعد قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم سنة 2022، هل وجدت قطر أن الرياضة هى وسيلتها المهمة لأن تكون محط أنظار العالم؟! وما العيب فى ذلك؟! إن الدولة ترتفع قامتها بقدر ما يرتفع شعبها فى منسوب التفكير. لقد تعايشوا مع العالم وتركوا لنا تجار الدجل والخزعبلات فى البيت بقيادة شيخ القبيلة بتاعنا عم محمود.. فقرة إعلانية ونواصل.