تناولت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الاشتباكات التي شهدها ميدان التحرير الجمعة، وقالت إن مئات الإسلاميين المؤيدين للرئيس الجديد محمد مرسي اشتبكوا مع معارضيه، الذين يتجهون أكثر ل«العلمانية»، في تظاهرات أدت بعدها إلى معارك بالأيدي ثم الحجارة، ما أسفر عن إصابة أكثر من 121 شخصًا على الأقل، وقيام متظاهرين بإشعال النار في حافلتين كانتا تنقلان أفراد حزب الرئيس، «الحرية والعدالة» إلى الميدان. من جانبها، وصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الاشتباكات بأنها كانت بين «إسلاميين وعلمانيين»، مشيرة إلى أن تلك هي المرة الأولى التي تشهد فيها مصر اشتباكات عنيفة على خلفية سياسية منذ وصول الرئيس مرسي إلى الرئاسة نهاية يونيو الماضي. أما هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» فاكتفت بتوصيف الأطراف التي اشتبكت بأنهم كانوا «مؤيدين ومعارضين للرئيس»، معتبرة أن ما شهده ميدان التحرير الجمعة كان من «أسوأ أحداث العنف منذ تولي مرسي السلطة». وقالت «بي بي سي» إن القاهرة شهدت غليانًا بعد إصدار المحكمة حكمًا ببراءة 24 شخصا من المتهمين في «موقعة الجمل»، وهو ما اتفقت معها فيه «نيويورك تايمز» التي رأت أنها «الاشتباكات الأكثر دموية بين جانبين منقسمين أيديولوجيًا في مصر خلال ال 20 شهراً الأخيرة». وأضافت «نيويورك تايمز» أن اشتباكات ميدان التحرير الجمعة أيضا هي المرة الأولى التي يستخدم فيها مؤيدو مرسي العنف ضد معارضيه، وأشارت إلى أن معارضي مرسي كانوا قد دعوا إلى تظاهرة لمحاسبة الرئيس بعد مرور أول 100 يوم على وجوده في الحكم، وللاحتجاج على الجمعية التأسيسية المنوطة بكتابة الدستور الجديد لمصر. وقالت إن الإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية الرئيسية في مصر والداعم الأكبر لمرسي، دعت الخميس مؤيديها إلى تظاهرات متزامنة في نفس المكان احتجاجا على صدور حكم ببراءة المتهمين في موقعة الجمل، مشيرة إلى أن الحكم أصدره قضاة كان مبارك، الرئيس السابق، قد عينهم من البداية. ورأت «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه كان «من المستحيل معرفة من الذي بدأ الاشتباك»، ولكن بحلول منتصف اليوم، «قام مؤيدو مرسي بالاعتداء على منصة صوت لمؤيدي المرشح الناصري اليساري حمدين صباحي، حيث كانت الهتافات ضد الرئيس الجديد». وأوضحت أنه بالرغم من استحالة معرفة ما إذا كان مؤيدو مرسي أو الإسلاميين من خارج الإخوان المسلمين هم الذين تسببوا في اندلاع العنف، إلا أنه بعدما أمرت الجماعة أفرادها بحلول السادسة مساء بالانسحاب من الميدان، وظل المعارضين لهم فيه، توقفت الاشتباكات. من جانبها، قالت «بي بي سي» إن المصريين «محبطون» من قلة ما فعله رئيسهم حتى الآن لتغيير أوضاع البلاد وإصلاح الأوضاع الاقتصادية، موضحة أنه بعد مرور 100 يوم على تولي مرسي الرئاسة، تعتبر اشتباكات الجمعة أكبر وأول تظاهرات كانت موجهة ضده، إلا أنها لا توضح أيضا مدى الاستياء العام من الإخوان المسلمين أو من الحكومة.