أعرب مركز حماية ودعم صناعة الدواء عن بالغ «قلقه وانزعاجه» مما وصفه ب «فوضى شاملة ومتعمدة» تستهدف سوق الدواء المصرية. وحذر المركز - فى تقريره السنوى - من إهدار وضياع مبدأ إتاحة الحق فى الدواء الآمن والجيد بالسعر المناسب للمواطنين بسبب ممارسات تهدد سلامة وأمن وصحة الشعب المصرى. ولفت التقرير إلى أن تحذير دورية «لانسيت» العالمية المتخصصة، بشأن وجود حالات انتهاك لصحة المصريين، هو نتيجة عدم خضوع الصناعة للرقابة، موضحاً أن الدورية العالمية شككت فى تزوير النشرات الطبية بواسطة الشركات. وأكد التقرير أن السياسات التى تنتهجها وزارة الصحة منذ سنوات تركت مصير هذه الصناعة الاستراتيجية «للأهواء الشخصية، وأصحاب النفوذ»، وعدم وجود خطط استراتيجية طويلة الأمد تحمى الصناعة، أو أجهزة رقابية تعمل وتنظم هذا العمل الحيوى الذى يمثل الضلع الأهم فى منظومة الرعاية الصحية الشاملة المستهدفة لأى تنمية حقيقية والتى أقرها الدستور وجميع القوانين والعهود والمواثيق الدولية. وقال: «فى الشهور الماضية قامت هيئة الدواء والأغذية الأمريكية (FDA)، ووكالة الرقابة على الأدوية الأوروبية (EMEA) بإطلاق تحذيرات متتالية عن وجود آثار سلبية لعدد من العقارات المتداولة فى دول العالم ومنها مصر». وأضاف: «إطلاق هذه التحذيرات والتنبيهات جاء بعد دراسات وأبحاث متعددة ومتتالية عن علاقة هذه الأدوية وإصابة المريض بأمراض أخرى جراء الاستخدام (قد) يصاب بها أو آثار سلبية تضاعف من مرضه». ورصد التقرير عدة أمثلة لأدوية قد تتسبب فى مشاكل صحية خطيرة للمرضى، مثل مرضى السكر، وهو العقار المعروف علميا باسم (Insulin glargine) وبالاسم التجارى (لانتوس جلارجين طويل المفعول )، وعلاقته بالإصابة بأمراض السرطان، وذلك بعد دراسات تمت على 330 ألف مواطن فى اسكتلندا – إسبانيا – ألمانيا، ودواء السكر المعروف علميا (Rosiglitazone) وبالاسم التجارى (أفنديا Avandia) وعلاقته بالإصابة بجلطات القلب بنسبة 40 %، ودواء معروف علميا باسم (Pioglitazone) والاسم التجارى (أكتوس Actos) وعلاقته بالإصابة بأمراض الكبد بنسبة 35 %.