قال الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى العلاقات السياسية والدولية بمركز الأهرام، إن محمد البرادعى هو مواطن مصرى من حقه أن يدلى بدلوه فى موضوع الانتخابات الرئاسية فى مصر، ومن حقه أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أنه مع كونه يعيش خارج مصر فإنه لم يكن بعيداً عما يجرى فيها، كما أنه يتابع عن كثب ما يحدث فى المنطقة من مشاكل أبرزها الأزمة السورية، ومشاكل إيران وإسرائيل وما كانت تثيره من قلاقل، وما يسترعى الانتباه كما قال اللاوندى أن البرادعى لم يسع لترشيح نفسه، غير أن الشروط التى وضعها البرادعى للترشح لرئاسة الجمهورية دفعت اللاوندى لأن يصفها ب«التعجيزية» مضيفاً أن كل ما يقوله هو نوع من «الفذلكة السياسية» فهو لم يشأ أن يقول «نعم» فى مسألة ترشيحه للرئاسة والتى طرحتها بعض الصحف، كما أنه لم يشأ أن يقول «لا»، لكن هذا لا يمنع كما يقول اللاوندى أن البرادعى بشروطه وحديثه ألقى بحجر كبير فى البركة الراكدة والمياه الآسنة وجعل الناس يتساءلون لماذا مبارك فقط أو ابنه فقط؟، أو بمعنى آخر فتح شهية الناس فى مصر للخوض فى الشؤون الرئاسية والكل بدأ يطرح بديلاً غير الرئيس المنتظر، وبدأ يسيل لعاب الكثيرين فى الحديث عن رفض ما يسمى بالتوريث. وأضاف اللاوندى قائلاً إن البرادعى ليس صادقاً فيما يقول وهو يريد أن يشارك فى النقاش الدائر ويحرك المياه الراكدة وهو ليس جاداً فى أمر ترشيحه، كما أبدى اللاوندى عدم ارتياحه للشروط قائلاً: «قبول شروط البرادعى فى حد ذاته عورة سياسية وإذا قبلها النظام فهو يعترف بأنه مخطئ ويسير بشكل غير دستورى». أما عن إمكانية تفاعل الشارع المصرى مع البرادعى فى حالة ترشحه لرئاسة الجمهورية فقد استبعده اللاوندى سائقاً من الدلائل الكثيرة ما يجعل من البرادعى شخصاً غير مرغوب فيه لدى الشارع المصرى، فعلى حد تعبيره «البرادعى من الناحية العملية لم يكن لافتاً للنظر، فهو كان يتأرجح فى مواقفه مرة يميل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومرة يبتعد عنها، وله تصريحات لا تقل فى غطرستها عن غطرسة الولاياتالمتحدة»، مضيفاً أن صفحة البرادعى لم تكن ناصعة البياض فيما يتعلق بنزاهته وتوازناته وميله إلى الجانب العربى الإسلامى باعتباره مسلماً عربياً، ومواقفه المترددة من إيران أكبر دليل على ذلك، وهى المواقف التى تنتقص من نزاهته كرجل دوله. ويواصل اللاوندى واصفاً البرادعى بأنه رجل تمرس على عقد الصفقات وحياته فى الوكالة الدولية تؤكد أنه مراوغ، والمراوغة إن رشحته لأن يصبح شخصية دولية، لا ترشحه لأن يكون شخصية سياسية.