قال منصف المرزوقي، الرئيس التونسي، إن النظام السوري لا يستطيع أن يسيطر الآن على كثير من الأماكن، مضيفًا: «هذا النظام انتهى وسيرحل، ربما مسألة أيام، أسابيع، أو أشهر، لا أحد يعلم، لكن هذا النظام انتهى ومات، وفعلاً من الآن يجب أن نتحرك». وأضاف «المرزوقي» في حواره مع صحيفة «الحياة» اللندنية، نشرته الثلاثاء، بقوله: «أنا بدأت أطرح الموضوع من زاوية ماذا بعد، لأن سوريا لا قدّر الله قد تدخل في مرحلة فوضى عارمة، ولن تكون فوضى خلاقة، بل مدمرة»، مشيرًا إلى أنه تحدث مع الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، أكثر من مرة في أنه «يجب أن نستمر في بعث قوة حفظ وأمن وسلام عربية، لأن الجيش السوري بحكم ما ارتكبه من مجازر لن يكون مقبولاً في الكثير من المناطق». وتطرق «المرزوقي» للحديث عن تونس والتعامل مع السلفيين المتواجدين هناك، بقوله: «لما جمعت مجلس الأمن القومي في قيادة الجيش ووزارة الداخلية وقائد الحرس الجمهوري، قلت إننا يوم نُجبر على التدخل لإيقاف السلفيين، فلا مجال للعودة إلى تقنيات (زين العابدين بن علي)، ولا مجال للتعذيب وللمحاكمات الجائرة وللإيقافات التعسفية، يجب أن نبقى في إطار القانون في آخر المطاف». وتابع: «أنا حتى كرئيس أريد أن أبقى ناشطًا حقوقيًا، لأنني إذا تنكرت لآرائي وأفكاري فلا حاجة لي بهذه الرئاسة»، مشيرًا إلى طلبه من الحكومة ومن وزارة الداخلية، «إيقاف كل هؤلاء الناس الذين أصبحوا يتسببون بخطر على ثورة تونس، يعني بضع مئات يقومون بتظاهرات، يحرقون، يتوجهون إلى السياح، فإذا بكل جرائد العالم تصوّر تونس بأنها أصبحت مركزًا للإرهاب والتطرف وأنها أصبحت سلفية، وهم أقلية داخل أقلية»، ومعتبرًا أن السلفيين «ربما سيصبحون أكبر أعداء حزب النهضة». وبسؤاله حول اغتصاب إمرأة من قِبَل ثلاثة رجال من الشرطة، وهي تمثُل أمام القاضي وتحاكم بتهمة التعري والتفحش، أجاب: «مشكلة ثقافة، لا تنسي إننا نحن نريد أن نفصل بين القضاء، نريد أن نحترم استقلال القضاء، واحترام استقلال القضاء لا يمنعني من التعبير عن مشاعر الغضب والاستياء من هذه القضية». أما عن المظاهرات الغاضبة التي خرجت للتنديد بالفيلم المسيء للرسول محمد، فقال «المرزوقي»: «أنا لا أؤمن بوجود الحق في المطلق، كل حق محدود بحقوق الآخرين، هذه فكرة بسيطة ومبدئية، يعني حقي في الرأي والتعبير، لا يذهب إلى حق شتم الناس أو إلى التعدي على المقدسات». من ناحية أخرى اعتبر «المرزوقي» أن «الإرهابيين»، بحسب وصفه، يتواجدون بالأساس في ليبيا وفي الجزائر، وخصوصًا في الجنوب، مضيفًا: «أعتقد أن هناك مشكلة أمنية الآن تهدد كامل منطقة المغرب العربي، وبالتالي سيكون عندنا إن شاء الله الاتحاد المغاربي، قبل نهاية هذه السنة كما اتفقنا، كل حدودنا الجنوبية الآن مهددة بهذه المشكلة، يجب أن تكون هناك إجابة موحدة من كل البلدان». وقال: «الآن الإسلاميون يُكتشفون، إن صح التعبير، إنهم يقعون في فخ الديموقراطية لأنهم الآن أمام مسؤوليات وأمام مسؤوليات جسام، هناك مسألة تحريك الاقتصاد، والرد على مشاغل الناس التي هي مشاغل حياتية وليست دينية، فالناس تريد الآن حل مشاكل الماء والغذاء والأمن وغيرها».