سلم المتهمون الثلاثة فى جريمة نجع حمادى أنفسهم إلى رجال الأمن صباح أمس، وأفادت مصادر أمنية ل«المصرى اليوم» أن المتهمين الثلاثة كانوا مختبئين فى منطقة جبلية بين مدينتى نجع حمادى وفرشوط، وأن أجهزة الأمن ضيقت الخناق عليهم منذ الساعات الأولى لارتكاب الحادث، مما أجبرهم على تسليم أنفسهم. كما أفادت مصادر أخرى أن مفاوضات جرت بين المتهمين الثلاثة وأجهزة الأمن حتى يسلم المتهمون أنفسهم تفادياً لأى اشتباك، برصاص مع الأمن يؤدى إلى مقتلهم، وتبين ان المتهمن الثلاثة هم محمد أحمد حسن الشهير بحمام الكمونى الذى أشارت إليه أصابع الاتهام منذ اللحظات الأولى لموقع الحادث، وقال شهود عيان للشرطة والنيابة إنهم شاهدوا الكمونى يطلق الرصاص على الضحايا من بندقية آلية، وأما المتهمان الثانى الثالث فهما قرشى أبوالحجاج محمد على وهنداوى السيد محمد حسن، وجار استجواب المتهمين الثلاثة بمعرفة اللواء عدلى فايد مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام وبعض القيادات الأمنية فى قنا، ولم يتسن للجريدة بعد معرفة ما إذا كان المتهمون الثلاثة ارتكبوا الجريمة على خلفية حادث فرشوط الذى وقع قبل شهرين وآثار فتنة طائفية بين الأهالى بعد اغتصاب شاب مسيحى لطفلة مسلمة، أم أن هناك أسباباً أخرى ستكشف عنها التحقيقات خلال الساعات المقبلة. وقال بعض الأهالى إن حمام الكمونى مسجل خطر وأنه يتم استئجاره لارتكاب بعض الجرائم فى المدينة، وأضافوا أنه كان على علاقة جيدة بنوفل الملقب بخُط الصعيد الذى قتل فى مواجهات مع الشرطة قبل عامين. وتبدأ عملية عرض المتهمين على النيابة صباح اليوم على أن يتم نقل المتهمين من محبسهم إلى النيابة فى ظروف أمنية مشددة خوفا من ثورة بعض الأهالى عند رؤيتهم، وهو الأمر الذى يستلزم تواجداً أمنياً مكثفاً حتى يتم إجراء معاينة تصويرية لمكان ارتكاب الحادث. فى نفس السياق، وصل المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام يرافقه المستشار عادل السعيد إلى مدينة نجع حمادى صباحاً والتقى بأعضاء النيابة العامة من المكلفين بالتحقيق فى الواقعة، وانتقل فى الثالثة عصرا لإجراء معاينة ثانية لمكان أرتكاب الواقعة، وكشفت تحقيقات النيابة بإشراف المستشار محمد عطية، المحامى العام الأول لنيابات قنا عن مفاجأة، حيث تبين أن المتهم الرئيسى حمام الكمونى كان يخطط لقتل عدد أكبر من المسيحين، لذا أختار توقيت خروجهم من كنيستى العذراء ومار يوحنا الحبيب، وأنهم انطلاقوا بالسيارة الملالكى قبل الثانية عشرة بدقائق، وأضافت التحقيقات أن الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى أصدر تعليماته قبل الحادث بأن تبدأ الصلاة منذ السادسة إلى العاشرة مساء خشية وقوع اشتباكات، وهو الأمر الذى لم يعلم بتفاصيله حمام الكمونى واستمر على «خطته الأولى». وأفاد شهود عيان للنيابة أن الشارع كان خالياً، ولم يكن مزدحماً بالمسيحيين، عند ارتكاب الجريمة، وهو ما قلل من عدد القتلى، وأن الضحايا فوجئوا بالمتهمين يأتون إليهم من الخلف ويطلقون الأعيرة النارية عليهم فى منطقة الصدر والبطن، وهو ما أثبته تقرير الطب الشرعى المبدئى، حيث تبين أن الضحايا تلقوا الرصاص فى الصدر والبطن. وعلى الجانب ذاته، يباشر التحقيقات فريق من النيابة ضم عبدالعزيز يونس وأحمد عبدالباقى، رئيسى النيابة الكلية، وخالد عبدالشكور، مدير نيابة نجع حمادى ومحمد هريدى ومحمود البكرى وأحمد الأرزق وأحمد نصر، وكلاء أول النيابة، وساد الهدوء شوارع نجع حمادى طوال يوم أمس وتوقفت نهائيا عمليات التكسير والتخريب وتحطيم الممتلكات العامة والخاصة، وعادت الحياة إلى طبيعتها رغم المخاوف التى طاردت بعض ابناء المدينة من مسيحيين ومسلمين خوفا من أعمال عنف أو تجدد للاشتباكات. وأكد أئمة المساجد ضرورة التصالح بين أبناء المدينة والاستماع إلى صوت العقل، وطالبوا الجميع بالهدوء والبعد عن سماع الشائعات التى تؤدى الى إثارة الفتنة، وقال إمام مسجد النجدة الملاصق لمطرانية نجع حمادى فى خطبته إن الشائعات ملأت المدينة، ومن بينها اقتحام مسيحيين لأحد المساجد وفيما بعد تبين عدم صحة الواقعة وأضاف أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين تحتاج إلى حلول جذرية حتى تعود إلى طبيعتها بدلاً من التعامل معها بالمسكنات. وانتشرت سيارات الأمن المركزى وقوات الشرطة حول المساجد والكنائس كما جابت العناصر الأمنية الشوارع لمنع التجمعات أمام المساجد والكنائس.