سيكون المنتخب المصرى على موعد مع التاريخ خلال مشاركته فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا، حيث تلوح للفراعنة فرصة تحقيق اللقب القارى للمرة الثالثة على التوالى فى إنجاز غير مسبوق. وبعد التتويج بلقب البطولتين الماضيتين على أرضه 2006 وفى غانا 2008، عزز المنتخب المصرى هيمنته على القارة السمراء بعد أن رفع عدد ألقابه إلى ستة بفارق لقبين عن كل من غانا والكاميرون، وبات يضمن العودة من أنجولا دون خطورة على رقمه القياسى أياً كان الفريق المتوج باللقب. وتتطلع جماهير الفراعنة إلى العودة بهامة مرتفعة من أنجولا بعد أن اعتادت تحقيق الإنجازات من رحم الإخفاقات، وهى بعد غير قادرة على نسيان الإخفاق الذى لايزال يصاحب المنتخب الوطنى فى تصفيات كأس العالم، وذلك بعد أن فرط فى الصعود إلى مونديال 2010 فى جنوب أفريقيا لمصلحة الجزائر فى معركة فاصلة، رغم أنه كان مرشحاً فوق العادة لعدة اعتبارات أقلها كونه البطل القارى فى آخر نسختين. وكشفت تصفيات كأس العالم عن حاجة المنتخب المصرى إلى تجديد الدماء، إلا أن أغلب العناصر الأساسية التى تغيب عن الفريق فى أنجولا اضطرتها لذلك الإصابة مثل نجم الفريق وملهمه وصاحب هدف التتويج فى البطولتين الماضيتين محمد أبوتريكة أو لعدم اكتمال اللياقة كما هو الحال مع نجم الوسط محمد بركات والهداف القوى عمرو زكى. كما أن فشل منتخب الشباب فى بطولة كأس العالم التى استضافتها مصر مؤخراً، إثر خروجه من دور الستة عشر على يد كوستاريكا المغمورة، أدى إلى عدم ضم أى من لاعبى الفريق، ليكون متوسط أعمار اللاعبين الذين تعتمد عليهم عملية الإحلال والتبديل مثل أحمد رؤوف والسيد حمدى ومحمد ناجى «جدو» والمعتصم سالم وهو «26 عاماً». واختار حسن شحاتة، بعد أن تم تجديد الثقة فيه كمدرب للفريق حتى 2012، 32 لاعباً لاختيار القائمة النهائية من بينهم، وكالعادة خرج الإعلام يهاجم استبعاد بعض الأسماء مثل أحمد حسام «ميدو» العائد إلى الزمالك بعد رحلة احتراف طويلة وشريف عبدالفضيل مدافع الأهلى ووليد سليمان صانع ألعاب بتروجيت، غم أن أياً من هؤلاء اللاعبين لم يكن ضيفاً على التشكيلة الأساسية للفريق مؤخراً. وبعد التعادل مع مالاوى 1/1 فى قلب استاد القاهرة الدولى والفوز على مالى فى أبوظبى بهدف ودياً، ينتظر الجميع ما يمكن أن تقدمه أسماء جديدة مثل المعتصم وجدو ومحمد عبدالشافى إذا استدعت الأمور مشاركة أى منهم أمام كبار القارة السمراء إلى جانب العناصر الأساسية المخضرمة المتمثلة فى القائد أحمد حسن والحارس العملاق عصام الحضرى والمدافعين وائل جمعة وعبدالظاهر السقا والمهاجمين عماد متعب ومحمد زيدان. ويبقى المنتخب المصرى قادراً رغم كل الظروف على المنافسة على لقب البطولة، شريطة تمكن المدير الفنى «المعلم»، من تجنيب لاعبيه عوامل الضغط التى يتسبب فيها الإعلام المحلى، الذى يأبى إلى الآن الاعتراف بأنه القاسم المشترك فى جميع إخفاقات الفريق فى الآونة الأخيرة. ويشارك الفراعنة فى البطولة على رأس المجموعة الثالثة، التى تضم كذلك منتخبات نيجيريا وموزمبيق وبنين، حيث تدق ساعة الحقيقة للمنتخب المصرى مبكراً بمواجهة «النسور الخضر»، فى مباراة تعتمد عليها كثيراً حظوظ الفريقين الأقرب للصعود عن هذه المجموعة.ويخوض المنتخب المصرى مباراته الثانية أمام موزمبيق قبل أن يختتم الدور الأول بمواجهة بنين، فى لقاءين يبقى هو الأقرب لحسمهما بالنظر إلى فارق التاريخ والإمكانات، ويسعى الفريق فى حالة بلوغه دور الثمانية إلى تجنب مواجهة الكاميرون المرشح الأقوى فى المجموعة الرابعة التى تضم كذلك الجابون وزامبيا وتونس. وربما يدعو المصريون أيضاً إلى عدم مواجهة نسور قرطاج فى الدور المقبل، بعدما شهدته المواجهة مع الجزائر من صفعات على وجه العروبة. وحقق المنتخب المصرى ألقابه الستة فى بطولات 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008، وجاء نصفها على أرضه.