يسعدنى جداً أن تكون الدكتورة ماجى الحلوانى هى صاحبة أول وجه نسائى أرسمه على أوراقى.. فالدكتورة ماجى ليست مجرد أستاذة قديرة للإعلام.. ولا صاحبة رؤية وفكر فقط.. وإنما هى امرأة شديدة الرقى والاحترام أيضا.. ومن أجل ذلك كان لابد من التوقف عند قرار تعيين ماجى الحلوانى لشغل المقعد النسائى فى مجلس إدارة اتحاد الكرة.. وقد فوجئت مثل كثيرين غيرى بكل هذه التفاسير التى خرجت هنا وهناك تشرح أسباب هذا القرار ودوافع هذا الاختيار.. فقد قال بعضهم إن اتحاد الكرة حين فوجئ بمظاهرة الغضب الزملكاوى تحاصر الجبلاية قرر امتصاص هذا الغضب بتعيين ماجى الحلوانى باعتبارها تنتمى بالهوى والقرابة والنسب لنادى الزمالك كمشجعة وزوجة لحمادة إمام وأم لحازم إمام.. وقال بعض آخر إن حسن صقر هو الذى أجبر سمير زاهر على تعيين ماجى الحلوانى مجاملة لممدوح عباس رئيس الزمالك.. وأقاويل أخرى كثيرة أجدنى الآن مضطراً للتأكيد على أنها كلها كاذبة تماما.. والأسوأ من ذلك أنها كلها تنتقص من قدر ماجى الحلوانى ومكانتها، وذلك بتصويرها وكأنها لم تجلس على مقعدها إلا فى إطار صفقة تقاسمها صقر وزاهر وعباس.. أو أنها لم يكن ليقع عليها الاختيار لو لم يغضب جمهور الزمالك وإدارته من اتحاد الكرة عقب أزمة مباراة الحرس.. وكل ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق.. فاتحاد الكرة اختار ماجى الحلوانى بالفعل وقبل أن يحاصر الغضب الزملكاوى جبلاية الكرة.. وحسن صقر كان يريد أن يقوم اتحاد الكرة بتعيين أى امرأة فى المقعد النسائى دون أن يشترط أسماء بعينها.. وتعيين ماجى الحلوانى هو تطبيق للائحة وتكريم وتقدير لصاحبة الاسم ومكانتها العلمية والاجتماعية، ولم يكن اختيارها مطلباً لممدوح عباس أو مجاملة له ليهدأ ويرضى.. وعلى الرغم من ذلك.. فأنا سعيد جداً أن تبدأ ماجى الحلوانى مشوارها الرسمى شاهدة على هذه الفوضى حتى تدرك أن مهمتها العاجلة الآن هى ضبط الأداء الإعلامى المترهل لمؤسسة إدارة الكرة المصرية، ووضع أسس وقواعد جديدة صالحة للاستخدام الصحفى والتليفزيونى.. فماجى الحلوانى نفسها هى التى تستطيع الآن وبشكل عملى وواقعى أن تثبت أنها ليست على مقعدها كمالة عدد.. أو لمجرد أن سمير زاهر فشل فى الإبقاء على هذا المقعد فارغاً إرضاء لسحر الهوارى التى أمضت فترتين وكان لابد أن تنسحب وتفسح مكانها لامرأة أخرى.. إلا أن «سحر» رفضت بإصرار أن تنسحب لأنها لم تعد تتصور إمرأة أخرى غيرها داخل الاتحاد.. وقد تعرض الاتحاد بسبب تعطيل هذا التعيين لهجوم حاد وانتقادات لا أول لها ولا آخر.. وهو ما يثير الدهشة والاستغراب الآن.. فقد كنا كلنا نهاجم اتحاد الكرة وبعضنا يشتمه لأنه عاجز وخائف ورافض تعيين أى امرأة.. وحين يستجيب الاتحاد لنا ويقوم بتعيين ماجى الحلوانى.. يتجاهل بعضنا الأمر كله.. ويبقى آخرون يهاجمون اتحاد الكرة بشأن هذا الملف ويخترعون أسباباً وتفاصيل ليبقى الملف مفتوحاً ويبقى الهجوم ممكناً ومتاحاً ومشروعاً.. مع أن المنطق يؤكد أننى حين أنتقد أحداً أو مؤسسة نتيجة خطأ ما.. وتتم الاستجابة وإصلاح هذا الخطأ.. فلابد من الشكر.. أو الصمت على الأقل.. إلا إن كانت الحكاية كلها حسابات شخصية لا أحبها ولا أحترمها أيضا. [email protected]
