هاتسلاف هافيل كاتب مسرحى معروف من تشيكوسلوفاكيا، وقد حاز العديد من الجوائز على إبداعاته المسرحية، وفى سياق حالة قلما تحدث فى الأوساط السياسية، وعلى خلفية نشاط سياسى ظاهر له عارض النظام الشيوعى فى تشيكوسلوفاكيا إلى أن وصل لكرسى الرئاسة. لقد كان هافيل معارضا لهذا النظام بقلمه ونشاطاته حتى إن مسرحيته الأولى «حفل الحديقة»، التى عرضت عام 1963 كان يسخر فيها من النظام الشيوعى الشمولى، أما عن سيرة هافيل فهو مولود فى مدينة براغ عام 1936، ودرس الدراما وتخرج فى كلية الآداب، وهو معروف على المستوى الدولى كمؤلف مسرحى، وله عدة كتب. أسس هافيل الرابطة المدنية، فى عام 1989م، وهى تنظيم سياسى. وبعد أن فقد الشيوعيون سيطرتهم على الحكومة وحظيت هذه المنظمة بتأييد جماهيرى والتفاف شعبى أمكنه إسقاط الحكم الشيوعى انتخبت الهيئة التشريعية الوطنية هاتسلاف هافيل رئيساً لها، وأصبح رئيساً للدولة فى تشيكوسلوفاكيا (فى مثل هذا اليوم 29 ديسمبر عام 1989م)، وكان أول رئيس غير شيوعى لها، منذ عام 1948م. وكان هدف هافيل قيادة تشيكوسلوفاكيا فى مرحلة التحول من الحكم الشيوعى، وزيادة الحريات وإدخال نظام اقتصادى يقوم على السوق والمشروعات الحرة. وفى الانتخابات الحرة التى أجريت عام 1990م فازت الرابطة المدنية والحزب المتحالف معها بأغلبية المقاعد فى الهيئة التشريعية فأعادت الهيئة التشريعية انتخاب هافيل رئيساً. وفكر التشيك والسلوفاك فى تقسيم الدولة إلى جمهوريتين مستقلتين إحداهما للتشيك والأخرى للسلوفاك. وهكذا تشكلت جمهورية التشيك فى الأول من يناير 1993م، وانتخب هافيل رئيساً للجمهورية فى 26 يناير 1993م إلى أن تقاعد فى العام نفسه عن العمل السياسى، وقد وصفت مجلة نيويورك تايمز خطبته التى ألقاها عام 2002 بأنها وداع للسياسة وعودة إلى الإبداع، ومما قاله فى هذه الخطبة «لم تعطنى تجربة الرئاسة ثقة بالنفس، بل أصبحت أقل ثقة بنفسى، وأعانى من رهبة الجماهير وأخاف ألا أكون جديرا بموقعى هذا» وكان هافيل قد تعرض لأزمة صحية فى عام 2008 دخل على إثرها مستشفى فى براغ، نتيجة زيادة ضربات القلب كما عانى هافيل من عدد من المشاكل الصحية خلال وبعد نهاية توليه الرئاسة بين عامى 1989 و2003.
