فى الوقت الذى يثار فيه الجدل بين سكان قطاع غزة حول الجدار الفولاذى الذى بدأت مصر ببنائه على الحدود مع القطاع، تحاول وزارة الثقافة «التأكيد على أن فلسطين ما زالت حاضرة فى قلوب المصريين»، على حد قولهم، من خلال معرض لرسوم الأطفال وأسبوع للثقافة الفلسطينية بمناسبة الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية. وكان الجدار هو الموضوع الأول ضمن برنامج أسبوع الثقافة الفلسطينية بالقاهرة، الذى يستمر بالمجلس الأعلى للثقافة ومسرح البالون حتى غد الأحد، لكنه جدار آخر، تبنيه إسرائيل داخل الأراضى الفلسطينية، ويطلق عليه «جدار الفصل العنصرى». وقال حسام نصار، مستشار وزير الثقافة، والمشرف على قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، إن «هذا هو التوقيت المناسب لإقامة الاحتفال الذى نؤكد به أن فلسطين تعيش فى ذهن أطفال مصر أيضا وليس مثقفيها فحسب»، مشيرا إلى أن القطاع اختار افتتاح الأسبوع بمعرض لرسوم الأطفال المصريين عن فلسطين «لنؤكد على أن فلسطين مازالت حاضرة فى القلوب»، لافتا إلى أن هذا كان السبب وراء اختيار اسم الأسبوع وهو «القدس فى عيون وقلوب مصر». وأضاف ل«المصرى اليوم» أن رسومات الأطفال «تعطى أملا بالمستقبل، فلو لم نكن قادرين على استعادة حقوقنا الآن، فهناك أجيال أخرى مازالت تعى القضية وتتمنى استعادة الحقوق، وهذا يعطينا الأمل فى المستقبل». وتابع أن الأسبوع الثقافى الفلسطينى هو نوع من التفاعل والحوار يعكس عمق العلاقة المصرية الفلسطينية، خاصة أن فلسطين هى أقرب جار جغرافى وحضارى فى القلوب». وقالت فيحاء عبدالهادى، أديبة فلسطينية وعضو مجلس وطنى فلسطينى، إنها شعرت بالانتعاش عندما رأت رسوم الأطفال الذين «لم يتأثروا بالواقع البائس تجاه القدس، ومازالوا يحملون فى لوحاتهم أملاً بالمستقبل يؤكد أن القضية لن تموت». وأكد الدكتور عادل غنيم، المؤرخ. أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن الدول العربية «لا تحسن» استخدام ما لديها من اوراق، مشيراً إلى قرار محكمة العدل الدولية بتجريم بناء جدار الفصل العنصرى الذى تبنيه إسرائيل»، ومشدداً على وجود «تقصير» عربى تجاه القضية. وقال غنيم إن الإعلام « يهتم بقضايا الأمن فى الدول العربية ويترك القضايا الأكثر أهمية، ولو لم نتحرك ستسقط دول عربية أخرى فى يد إسرائيل»، محذراً من أن « تل أبيب لن تتوانى عن إعادة احتلال سيناء لو جاءتها الفرصة لذلك»، ومشدداً على أن إسرائيل «لا تريد السلام، وأن الحل الوحيد هو المقاومة». وقال معتصم ناصر أستاذ التاريخ الفلسطينى بجامعة القدس إن الجدار هو «نهاية المطاف بالنسبة لإسرائيل، تحاول من خلاله القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية متواصلة الأطراف، ومواجهة السلاح النووى الفلسطينى الذى يتمثل فى المرأة الفلسطينية التى تصل قدرتها الانجابية إلى 7 أطفال فى المتوسط»، مشيراً إلى أن «الدراسات تقول انه لو بقى الوضع على ما هو عليه فستصل نسبة الفلسطينيين فى القدس عام 2040 إلى 55% مما يجهض المشروع الاستيطانى الإسرائيلى»، على حد قوله. بينما أكد الكاتب الفلسطينى وليد أبوبكر أن «الجدار ليس نهاية المطاف، وإنما هو تعبير عن حالة اليأس الإسرائيلية»، وهو سلوك «هستيرى من جانب تل أبيب».