تفاقمت أزمة الوقود فى المحافظات، وسجلت أسعار السولار وأسطوانة البوتاجاز ارتفاعاً كبيراً، فى الوقت الذى تكدست فيه الطوابير أمام محطات الوقود، وتعطلت الحركة المرورية، واقتحم الأهالى الوحدات المحلية، احتجاجاً على اختفاء أسطوانات البوتاجاز، واضطروا فى عدد من القرى إلى العودة لاستخدام «وابورالجاز» و«الحنطور» فى تنقلاتهم بسبب الأزمة، فيما فشلت وزارة التموين والتجارة الداخلية فى مواجهة الأزمة، بالرغم من إعلان المهندس أبوزيد محمد أبوزيد حالة الطوارئ فى الوزارة، من أجل مواجهة أزمة البنزين والسولار. ففى الإسكندرية قال ربيع أمين، نائب رئيس شعبة البوتاجاز فى الغرفة التجارية بالمدينة، إن الشعبة ستعقد اجتماعاً عاجلاً، لبحث أزمة البوتاجاز، بعد تصاعدها فى عدد من مناطق المحافظة، مع دخول الشتاء، محذراً من تعرض عدد كبير من المناطق لنقص فى كميات البوتاجاز الموجودة بها، فى ظل تناقص حصص المحافظة من البوتاجاز واستمرار انتشار السوق السوداء وتهريب الأسطوانات إلى مصانع الطوب. وفى دمياط انتشرت مافيا السوق السوداء لبيع الوقود، ووصل سعر صفيحة السولار إلى 35 جنيهاً، ورفض عدد من سائقى الميكروباص على خط الزرقا - المنصورة العمل، بسبب نقص السولار وبيعه فى السوق السوداء. وطالبت شعبة المخابز بتوفير السولار للمخابز لمدة لا تقل عن 11 يوماً، وقال شريف بدوى، رئيس شعبة المخابز: «إننا طلبنا توفير سيارات لنقل السولار إلى المخابز تحت إشراف الشعبة». وفى كفرالشيخ تسببت الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود فى اختناق مرورى شديد، وكثرت المشاجرات بين السائقين، وتعطل معظم السيارات الحكومية عن العمل، بسبب عدم توفرالسولار، وتفشت ظاهرة السوق السوداء للسولار. وفى المنيا ارتفع سعر أسطوانة البوتاجاز إلى 45 جنيهاً، وقام أصحاب المستودعات بتهريب السيارات بالطرق الصحراوية، لبيعها بالسوق السوداء، وتمكن رجال مباحث التموين من ضبط سيارة محملة بكميات من الأسطوانات المهربة. فيما سيطرت كوادر حزب الحرية والعدالة على توزيع الأسطوانات ببعض المستودعات. وفى الشرقية تسببت الأزمة فى تعطل حركة المرور على طريقى أبوحماد وأبوكبير القاهرة أكثر من ساعتين، نتيجة تكدس السيارات أمام محطة وقود المانسترلى بأبوكبير، ورغم العجز الشديد فى الكميات التى تصل إلى محطات الوقود، عادت ظاهرة بيعه فى السوق السوداء على أرصفة المحال وفى مداخل المدن والقرى، ووصل سعر اللتر إلى 175 قرشاً. وفى بنى سويف تظاهر العشرات من أهالى قريتى اقفهص والترزى بمركز الفشن، داخل الوحدة المحلية والإدارة التموينية، بسبب نقص البوتاجاز، وأكدوا أنه لم يصلهم أى أسطوانة منذ أكثر من شهر، ووقعت مشادات بين الأهالى والموظفين كادت تتطور إلى مشاجرة، لولا تدخل مدير المكتب عبدالحليم لبيب ووعده الأهالى بإرسال أسطوانات بوتاجاز لهم. وفى الغربية اختفت أسطوانات البوتاجاز تماماً من المستودعات، ووصل سعرها فى السوق السوداء إلى 50 جنيهاً، ما اضطر عدداً من الأسر إلى العودة لاستخدام «وابورالجاز». وفى بنى سويف ظهرت الخيام بالشوارع يبيت فيها الأهالى انتظاراً للسولار، فيما تسلح البلطجية بالأسلحة البيضاء، للحصول على السولار لبيعه فى السوق السوداء، ووصل سعر الصفيحة ال20 لتراً إلى 75 جنيهاً، وأصبحت المحافظة تعتمد على «الحنطور»، لتوصيل الأطفال للمدارس وذهاب المواطنين لأعمالهم. فيما فشلت وزارة التموين والتجارة الداخلية فى مواجهة أزمة نقص البنزين والسولار وأسطوانات البوتاجاز، وبررت مصاد رسمية فى الوزارة عدم قدرة مفتشى التموين على مواجهة مافيا السوق السوداء بضعف التنسيق مع الأجهزة الأمنية فى حماية المشرفين كما كان يحدث من قبل، أثناء التنسيق بين الأجهزة الأمنية ووزارات البترول والتموين والداخلية. وقالت المصادر إنه بالرغم من إعلان الوزير حالة الطوارئ لمراقبة الأسواق، فإن إعداد المفتشين لا تكفى للتفتيش على محطات الوقود ومستودعات الغاز فى وقت واحد، لذلك تحدث السلبيات التى تشهدها الأسواق.