قال الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف، صباح السبت، في حوار له مع صحيفة «الراي» الكويتية: «لست إخوانيًا ولا سلفيا، أنا رجل أزهري أحب الأزهر وأحب الانتساب إليه، ولا أعادي الإخوان ولا السلفيين ولا الصوفية ولا التبليغ والدعوة»، مؤكدًا أنه يعمل «موظفًا عامًا لدى المصريين جميعًا». وبسؤاله عن وجود خصومة بينه وبين «الصوفية»، أجاب «عفيفي»: «التصوف المعتدل العملي الذي يحرص صاحبه على كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى، وعلى إقامة شرع الله وعلى الاهتمام بالنواحي القلبية كالخشوع والخشية والتجرد والإنابة والخوف، هذه كلها معاني معروفة إسلاميًا». وتابع: «هناك بعض المتصوفة الذين يركزون على الأشياء التي تمثل بدعة إسلامية، ويصرون على تنفيذ تلك البدع في مساجد الوزارة، وبدوري أنا مسؤول عن إصلاح أحوال تلك المساجد، ولهذا أرفض أن يحدث ذلك التجاوز في عهدي أو عهد غيري، باعتباره مخالفا لأصول الدين الصحيحة». واعتبر «عفيفي» نفسه في حوار مع «الراي»، أنه ليس «معاديًا» لأي فئة أو تيار، مؤكدًا على حقه كمسؤول في تنفيذ «الإصلاحات الواجبة»، حسب تعبيره، موضحًا بقوله: «أنا ضد أي خروج عن مسار الإسلام المعتدل إذا كانت هناك تجاوزات أو إفراط أو بدع، مثل الاستغاثة بالأموات والنذر لها فلا يصح شرعًا أن يتوجه المسلم بالنذر إلا لله». وانتقد «عفيفي» استغلال بعض الصوفية للمساجد في الفترات الماضية ل«إقامة الموالد بها، وما تحمله من اختلاط محرم بين الرجال والنساء، وهي عبارة عن بدع ومخالفات شرعية، لن أرضى ومعي الكثيرون من المصلحين على وجودها في الأماكن العامة أم بالمساجد من باب أولى»، حسب قوله. وحول تعامله مع الملف الشيعي في مصر، قال «عفيفي»: «الاختراق لمذهب أهل السنة ومحاولة فرض الفكر الشيعي مرفوض تمامًا، ومحاولات إيران في ذلك مستمرة منذ عهود ماضية، والمساجد تحت إشراف وزارة الأوقاف ولن أسمح بوجود مثل هذا، وإذا وجدت أي خلل فسأعمل على محاربته وإعادة الأمر إلى نصابه، ولن أسمح إطلاقًا باستدراج الأئمة من خلال قادة الحسينيات الشيعية في إيران». ونفى «عفيفي» الاتهامات الموجهة إليه بسعيه إلى توجيه الدعوة إلى «الاتجاه السلفي»، قائلاً: «هذا غير صحيح، لأن في مقدمة أهدافي إعادة إنتاج الإمام الذي يمثل منبرًا فكريًا حرًا، يسهم في إعادة التنوير العقلي المجتمعي، ويضيف إلى الحركة الفكرية زادًا وثراء بما يملكه من قدرات فكرية وعقلية، وليس بانتمائه إلى حركة أو فصيل أو فرد». وأضاف «عفيفي»: «إشاعات أخونة الوزارة غير مقبولة بالنسبة لبلد يقوم فيه الأزهر شامخًا»، معتبرًا أن «الأخونة فكر وكذلك الأسلفة والتصوف، فنجد أن شيخ الأزهر ينتمي إلى الفكر الصوفي وكذلك مفتي مصر، وكلاهما لم يقدم على تنفيذ ما ينتمي إليه فكريًا على المؤسسة التي يقوم على رأسها»، حسب تعبيره. وفيما يخض مشروع «الأذان الموحد»، أشار «عفيفي» إلى أنه «أحد الملفات المفتوحة الآن لدراستها دراسة شرعية من جميع جوانبها»، لافتًا لوجود «بعض المستجدات التي طرأت على المشروع ما يستلزم إعادة مراجعته ثانية للوصول إلى قرارات».