لأننا انتصرنا وفزنا بثالث كأس على التوالى للأمم الأفريقية.. ولأن مصر كلها دون استثناء احتفلت ومارست الفرحة دون سقف أو حدود.. لم يتذكر أحد الإعلام الرياضى فى مصر.. لم يشكره أحد أو ينسب إليه أى فضل أو دور.. وآه لو لم تفز مصر.. لكان الإعلام الرياضى الآن معلقا فوق مشانق الجميع.. قتله وشتيمته وإهانته حقوق مشروعة وممكنة ومتاحة وواجبة على الجميع.. وهذا منتهى الظلم والقسوة.. فالذى كان سيحصد الشوك والمرارة عند الخسارة.. من حقه على الأقل ولو وردة واحدة عند الفرحة والانتصار.. وأنا أستأذنكم جميعا فى أن أهدى اليوم هذه الوردة للزميل مهيب عبد الهادى.. مراسل قناة الحياة.. أهديها له باعتباره أحد ممثلى الإعلام الرياضى المصرى الرائع فى أنجولا والقاهرة.. وأهديها لشخصه أيضا بعدما نجح فى متابعة المنتخب القومى طيلة أيامه ولياليه فى أنجولا عن قرب.. وبصدق والتزام وإصرار على السبق والنجاح.. وكانت قمة نجاح مهيب عبد الهادى حين استطاع أن ينقل لنا هذه الصورة الجميلة بعد الفوز بالبطولة حين وقف حسن شحاتة ومساعدوه ولاعبوه مع جمال وعلاء مبارك وكثير من الآخرين فى الكواليس يغنون جميعهم ويرقصون ويقفزون فى الهواء كالأطفال احتفالا بالنصر واعتزازا بمصر.. كان مشهدا جميلا ورائعا ومعبرا عن المصريين جميعهم حين تتلاشى بينهم أى فوارق أو فواصل أو حدود ويصبحون كلهم متشابهين ومتساوين.. وتتأكد بهم صورة وفكرة ومعنى أن المصريين هم أجمل وأغلى وأرقى وأحلى وأهم ما فى مصر.. وكان هذا السبق لمهيب عبد الهادى انتصارا للإعلام الرياضى فى مصر دون أن أسرق أو أغتصب حقوقا مشروعة لقناة الحياة وقائدها محمد عبد المتعال ولبرنامج الزميل والصديق أحمد شوبير الذى عرض فى برنامجه هذه اللقطات الجميلة متفوقا بها على الجميع.. أما مهيب نفسه.. فأنا أشكره مرة ثانية وثالثة ليس فقط لهذا السبق.. وإنما لأنه دائما وطوال مسيرته التليفزيونية كان مثالا لكل من يريد أن ينجح.. وعلى استعداد لأن يتعب ويحارب ويواجه ضغوطا لا أول لها ولا آخر ثمنا لهذا النجاح.. وبعيدا عن الأساليب الرخيصة ومنهج استسهال تلقيح الكلام والإهانات المتبادلة والانتقاص من أقدار الآخرين ومكانتهم.. يبقى مهيب عبد الهادى مثالا لأجيال جديدة يحفل بها ويزدان الإعلام الرياضى المصرى مرئيا ومسموعا ومقروءا.. يبقى مهيب أحد الوجوه التى ليست لها حسابات شخصية تريد تحقيقها أو تصفيتها.. تريد فقط أن تجرى وراء الحدث والخبر والانفراد والاقتراب من أحاسيس الناس واهتماماتهم.. لا تؤمن بأن النجاح هو البقاء لأطول فترة ممكنة أمام الشاشة والميكروفون.. وليس هو الصوت العالى أو الشتيمة وفرش الملاءة كل يوم لكل من يعارض أو يقول رأيا مخالفا.. وبكل هذه الوجوه الجديدة.. بأفكارها وإبداعاتها وطموحاتها.. بهؤلاء الذين يكتبون فى الصحف.. والمراسلين على مختلف الشاشات.. والمدونين على شبكة الإنترنت وفى مختلف مواقعها ومنتدياتها.. أتمنى عصرا جديدا للإعلام الرياضى فى مصر.. أتمنى تغييرا فى الفكر والعقيدة والمنهج.. فلا يمكن أن نتفق كلنا على رأى أو موقف واحد.. ولا أحد فينا على الإطلاق يملك اليقين أو يقول ويكتب كلاما مقدسا لا يمكن تغييره أو انتقاده.. لا أحد فينا أهم أو أذكى من الآخرين. [email protected]