انطلقت الدورة الثانية والأربعون من معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يعتبر أكبر احتفالية ثقافية تشهدها مصر، ومن أكبر معارض الكتب على مستوى العالم. يواصل المعرض مسيرته التى بدأها عام 1969 برئاسة الدكتورة سهير القلماوى وبمشاركة 100 ناشر من 5 دول أجنبية، ليصل عدد الدول المشاركة، هذا العام، إلى 31 دولة منها 16 دولة عربية و15 دولة أجنبية، ويمثل هذه الدول 800 ناشر، بحسب تصريحات الدكتور محمد صابر عرب، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهناك 3 دول أجنبية تشارك فى المعرض للمرة الأولى، ومن المتوقع أن يضم المعرض ما يزيد على 3 ملايين كتاب، قياساً على إحصائيات السنوات السابقة. يخصص المعرض ثلاثة محاور رئيسية لدورة هذا العام، محور علمى عن التقدم العلمى والأوبئة «أنفلونزا الخنازير»، وآخر اقتصادى حول الأزمة الاقتصادية العالمية وقضايا الرأسمالية والاشتراكية، وثالث أدبى حول الرواية العربية بين الانفجار الكمى والازدهار النوعى، كما يحتفى المعرض بثلاثة أحداث مهمة، أولها القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009، والاحتفاء بإنجازين مهمين فى التاريخ المصرى الحديث هما مناسبة مرور 50 عاما على بناء السد العالى، ومرور 140 عاما على حفر قناة السويس. إلى جانب المحاور الرئيسية تزخر أنشطة المعرض بالعديد من الفاعليات المهمة بدءًا من النشاط الذى تقدمه «روسيا» باعتبارها ضيف شرف المعرض لهذا العام، مرورا بتكريم كبار الكتاب والأدباء والمثقفين الحاصلين على جوائز الدولة، والذين يقدمون شهادات حول حياتهم ومسيرتهم الإبداعية والفكرية، كما يتضمن النشاط الثقافى الأمسيات الشعرية، حيث يلتقى الجمهور مع كبار الشعراء، إلى جانب عكاظ الشعراء الذى ينقل صورة شبه حية للحركة الشعبية المعاصرة فى مصر والوطن العربى، ويأتى بعد ذلك النشاط الفنى الذى عادة ما يلقى قبولا وحشدا جماهيرياً، نظراً لما يقدمه من أعمال سينمائية ومسرح وفرق الفنون الشعبية، وكذلك عقد لقاءات مفتوحة مع كبار النجوم فى الوسط الفنى، كما يستمر نشاط المقهى الثقافى الذى يقدم ندوات متنوعة لمناقشة الأعمال الأدبية والقضايا المختلفة، والموائد المستديرة التى تتناول أهم أعمال الأدباء العالميين وندوة كاتب وكتاب التى تحتفى بأحدث الإصدارات، والنشاط الدولى الذى يناقش عددا من القضايا الثقافية المهمة على الصعيدين الإقليمى والدولى. استحدثت إدارة المعرض، هذا العام، نشاطين جديدين هما «شهادة تقدير» وهو نشاط يحتفى بالشخصيات البارزة التى أسهمت فى رقى المجتمع، والنشاط المهنى للناشرين لمناقشة قضايا النشر فى مصر والعالم العربى. جاءت تصريحات رئيس الهيئة عن التواجد الأمنى الكثيف فى المعرض، وكذلك بعض التصريحات حول عدم منع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل من دخول المعرض، وكذلك عدم الإعلان عن الكتب المشاركة والممنوعة، لتلقى بذرة شك فى طبيعة الأحداث التى يمكن أن يشهدها المعرض.. فهل تخبئ هذه الدورة فى جعبتها مفاجآت للجمهور والمثقفين والناشرين.. هذا ما تتكشف عنه الأيام المقبلة.