الخميس 28 يناير 2010 الساعة العاشرة صباحاً استيقظت وكلى حماس كروى، تذكرت ماتش اليوم بمجرد عودة الوعى، قلبى يدق بقوة، حاولت أن أغادر الفراش فلم أستطع، مناقشات الأمس الكروية امتدت حتى طلوع الفجر، اختلفت مع الشلة حول التشكيل الأمثل لفريق مصر، اعترض (محمود) فضربته، ضميرى يؤنبنى لهذا السبب، مسكين عنده فشل كلوى، بالمناسبة ميعاد جلسته الليلة وقت الماتش، تعبان جدا، سأنام ساعة أخرى. الثانية عشرة صداع قوى فى رأسى، حلقى ملتهب بسبب صراخ الأمس، ضجيج الشارع يتسرب من الشباك المكسور ومعه البرد، الورق المقوى الذى حشرته انثنى، لا مفر من استدعاء النجار، لكنى مفلس، سأنام ساعة أخرى. الساعة الآن الثانية ظهرا، هذا معناه أننى رُفدت من عملى هذه المرة أيضا، مش مشكلة بس المهم مصر تكسب، أعمل «طيار» ولكن ليس على طائرة، أقوم بتوصيل الطلبات على «الفسبا» الصينى القسط التى اشتريتها بعد تخرجى فى كلية التجارة بتقدير جيد، الثالثة عصراً أحلق ذقنى لأبدو فى مظهر جيد، لو ربنا استجاب دعواتنا وفزنا سنتحرش بالبنات، احتمال الهزيمة لن أفكر فيه. الماء معكر بلون الطين، رائحته كريهة حتى بالنسبة لى، أنا الذى ترعرعت فى أحضان البؤس، لكن برضه مش مهم، يا رب مصر تكسب الجزائر، يا رب. الرابعة عصراً سأصلى الصبح والظهر والعصر برغم أننى غالبا لا أصلى، أعتمد فى موضوع الدعاء على أمى الغلبانة المريضة بالقلب والكبد والسرطان، طلبت منها الدعاء عشان خاطر مصر، فدمعت عيناها ونسيت بهدلتها فى معهد الأورام الذى هدوه، رفعت يديها للسماء وقالت يا رب، وقتها تأكدت من النصر. الخامسة مساء أتناول لقمة سريعة، العيش يحتوى على صرصار ميت، لو هُزمت مصر سأستغل طاقة الغضب فى ضرب صاحب الفرن، ولو انتصرت مصر حاكل الرغيف، يعنى هى دى أول مرة آكل عيش صراصير!!، ما أنا طول عمرى باكل ساندويتشات كفتة من لحم القطط والكلاب!. السادسة مساء المجارى راكدة كالمعتاد أمام باب البيت، لونها أخضر طحلبى، فكرت أننى فى حياتى لم أشاهد قاع الشارع قط، هناك قدر محسوب من التسرب يكفل سريانه الدائم، محتمل يكون فيه سمك صغير، بس لو كان فيه كان زمانهم اصطادوه وكنت أكيد عرفت، أحفظ توازنى فوق قطع الطوب بمهارة، الزبالة فى كل مكان لكن عينى لا تراها، القطط تتعارك مع بعضها، مش مشكلة، شويه وحيبقوا ساندويتشات كفتة لما نحتفل بالفوز إن شاء الله. السابعة مساء أنا فى الميكروباص، مناقشات كروية حامية تتعلق بالتشكيل، حلقى التهب من كثرة الصراخ، سأشرب ينسون فى القهوة، معى عشرة جنيهات هى كل ما تبقى لآخر الشهر. الثامنة مساء التأم شملنا فى القهوة، أول ما شفت محمود أخدته بالحضن، منتهى الوطنية، ترك غسيل الكلى عشان الماتش، مش زى (أحمد) اللى عامل مثقف وبيقول إننا بنهتم بتشكيل المنتخب اكتر من تشكيل الحكومة، وبحسن شحاتة أكتر من البرادعى، وبالانتصار على الجزائر أكتر من الانتصار على الفساد، آل الكورة أفيون الشعب آل!، حد طايل أفيون فى الزمان ده! يا رب مصر تكسب الجزائر، يا رب. الحادية عشرة مساء انفجرت القهوة بالفرحة، أربعة صفر يا عالم، يسلم سرطانك يا أمى، دايما دعاك مستجاب!. اخدت محمود بالحضن، ودورت على أحمد عشان أخليه يأكل الأفيون بتاعه لقيته بيتنطط من الفرحة، والنبى إحنا شعب غلبان، صاحب الفرن اتكتب له عمر، لكن الله يكون فى عون القطط، لما الناس تحتفل وتاكل كفتة، الله يرحمهم بقى، كله فى سبيل مصر، دول أربعة صفر يا عالم.. أربعة صفر يا ناس.