بينما كنت أقود سيارتى فى طريق السويس كانت تداعب أحلامى مكافأة المليون جنيه، التى خصصها المهندس نجيب ساويرس لمن يعثر على لوحة الخشخاش، أو يدلى ببيانات عن سرقتها، بسبب عجز الدولة عن القيام بواجبها فى القبض على اللصوص، فى الوقت الذى لم يسبق لزملائه من رجال الأعمال المصريين نشر إعلانات مماثلة لمن يدلى بمعلومات عن اللصوص، الذين نهبوا البنوك أو هربوا الأموال والآثار الفرعونية إلى الخارج، أو لصوص الأراضى، أو من لديهم معلومات عن صاحب رشوة مرسيدس، ومن ساعد ممدوح إسماعيل للهروب خارج مصر وآخرين!! أو تحديد أسماء النواب المتاجرين بالعلاج على نفقة الدولة، وكلها سرقات تتعدى قيمتها المليارات مقارنة بلوحة الخشخاش التى تبلغ قيمتها خمسين مليون دولار فقط، وفجأة انطلقت فى وجهى «زلطة» تحذيرية مباغتة كما الرصاصة الغادرة من حمولة إحدى مقطورات نقل الزلط العملاقة التى تمرح على الطريق بلا رادع لتحطم زجاج سيارتى وتصيبه بالسرطان كما عموم المصريين!! وقد حمدت الله على عدم إصابتى بالأذى البدنى، ولكن ما أصابنى هو الأذى النفسى، من مدى تدهور وغباء وتهور وفقدان عقول أصحابها الذين مازالوا يعيشون على أنقاض الجهل، ويدغدغ مشاعرهم الأفيون المصنوع من الخشخاش، ويقودون المقطورات التى تنهب الطريق الصحراوى المكفهر ليلا ونهاراً، مطمئنين لغياب الرقابة وتسليك أمورهم، وعدم وجود المنتجعات والكومباوند والقرى وملاعب الجولف على جانبى الطريق، كما طريق الإسكندرية الصحراوى الذى يحد من نشاطهم، مما جعلنى أستبعد تماماً إمكانية الحصول على اللوحة المنشودة المصنوعة من القماش، بعد أن حل مكانها الخشخاش الذى يتعاطاه الجالسون خلف عجلة القيادة، بينما الجالسون على مقاعدهم من المتهمين بالتقصير فى وزارة الثقافة عاملين دماغ حتى لا يطير الدخان!! فاروق على متولى- السويس [email protected]