خيم الحزن على منزل محمود إبراهيم «39سنة» سكرتير نيابة عابدين، الذى لقى مصرعه داخل حديقة الفسطاط الأسبوع الماضى، بعد أن اخترق سيخ حديدى جسده أثناء لهوه مع أطفاله الثلاثة. رصدت «المصرى اليوم» لحظات الحزن والأسى التى سيطرت على أسرته البسيطة، ابنه الأكبر إبراهيم «10سنوات» غير مصدق أنه فقد والده. ابنته ناهد «7سنوات» تتمنى أن تحقق أمنيته وتكون طبيبة معروفة، أما عبدالله «5 سنوات» فيبحث عنه داخل حجرته لا يدرك بعد أنه فقد والده. جلست زوجته صامتة من هول الصدمة تحتضن أطفالها الثلاثة راضية بقضاء الله وتتمنى أن يكون مثواه الجنة، وأن تحقق أمنيته فى الدنيا ويلتحق أطفاله بمراكز مرموقة. قالت هالة وهى موظفة بوزارة الثقافة: «أنا فقدت رفيق عمرى، عشت معه أفضل سنوات حياتى، طوال 15 عاماً يلبى كل متطلباتى، لم أشك منه مرة، كان يمتاز بالأخلاق الحسنة والسمعة الطيبة بين أفراد أسرته». صمتت الزوجة لحظات وانتابتها حالة من البكاء ثم أضافت: «الحمد لله على كل شىء.. تعددت الأسباب والموت واحد لم أتخيل أن سقوطه أرضا سيكون نهاية حياته، يوم الحادث استيقظ مبكرا واتفق معى أن نذهب إلى حديقة الفسطاط لقضاء يوم سعيد مع أطفالنا الثلاثة، وأنه سوف ينهى عمله ويحضر لنا، شعرت وقتها بخوف يراودنى، وطلبت منه أن يقود دراجته البخارية بهدوء حتى لا يصاب بمكروه، 5 ساعات أنتظره فى الحديقة رغم جلوسى مع أبنائى، حيث حضر فى الرابعة عصرا، التف حوله أبنائه واحتضنهم، ظل يلهو معهم بالكرة وسط ضحكاتهم، وفجأه رفع الكرة بشدة فسقطت أعلى مبنى ملاصق للحديقة خاص بمعرض سيارات، فصعد على المبنى لإحضار الكره فانزلقت قدماه وسقط على جانبه واخترق السيخ الحديدى جسده، نهضت من مكانى فوجدت شابين يحملانه وهو فاقد النطق والدماء تسيل من جسده، صرخت بشدة وقال أحد الواقفين: فوضى أمرك لله وشدى حيلك» حتى حضرت سيارة الإسعاف وتم إجراء الكشف الطبى عليه، وأكدوا وفاته»، أنهت الزوجه كلامها بأنها لا تتهم مسؤولى الحديقة بالإهمال وتعتبر ما حدث قضاء الله. ابنه إبراهيم جلس وسط شقيقيه قال: «أنا فقدت أعز إنسان.. كان صديق ورفيق حياتى.. كنت أروى له المشاكل التى تواجهنى دون حرج.. يوم الحادث حضر من عمله مباشرة إلى الحديقة فى الرابعة عصرا وتناول معنا وجبه الغذاء وظل يلهو بالكرة وسط أقاربى من الأطفال.. سمع أذان العشاء فتوجه للصلاة وعاد مره أخرى يلهو بالكرة التى اندفعت إلى أعلى وسقطت خارج الحديقة.. صعد والدى فوق السور ثم على المبنى المصنوع سطحه من (الفيبر) فانزلقت قدماه وسقط على جانبه أرضا.. أصبت بحالة خوف شديد حينما سمعته ينادى على ابن خالتى محمد (13 سنة) ويطلب منه إحضار الإسعاف». بينما جلست طفلته ناهد قائله: «أنا سوف أحقق أمنيته وأكون طبيبة شهيرة، وأنه وعدنا قبل وفاته بأن يذهب معنا إلى الأهرامات وحديقة الحيوان فى إجازته، وكان يلبى كل متطلباتنا ويحضر معه الحلوى والعصائر عند عودته من عمله، أنا أشعر بأننى فقدت أغلى شىء». كانت أجهزة الأمن فى القاهرة تلقت بلاغا من بعض رواد حديقة الفسطاط بمصرع شاب، وانتقل ضباط المباحث إلى مكان البلاغ وتبين أن الضحية محمود إبراهيم، سكرتير نيابة، وكان يلهو مع أطفاله وأنه سقط على سيخ حديدى اخترق جانبه الأيسر، وأضافت التحريات أن سيارة إسعاف حضرت واكتشف المسعفون أن الضحية لفظ أنفاسه قبل وصولهم، واستمعت النيابة لأقوال زوجة الضحية وبعض شهود العيان، وقالت الزوجة إنها لا تتهم أحدا بالتسبب فى الوفاة وأنه لا توجد شبهة جنائية فى الجريمة وصرحت النيابة بدفن الجثة.