تباينت ردود فعل القوى السياسية فى المحافظات، حول عودة الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ففيما رأت بعض المحافظات أن عودته تحريك للمياه الراكدة فى الحياة السياسية، اعتبرته أخرى أمراً عادياً، فيما عبرت بعض القوى فى محافظة شمال سيناء على أنها لا تعرف عنه شيئاً. ففى الإسكندرية رحبت القوى السياسية بعودة البرادعى ووصفوها بأنها ستحرك المياه الراكدة خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وقال المهندس السيد بسيونى، سكرتير عام حزب الغد، إن الحزب أرسل وفدا لاستقباله فى المطار بالإضافة إلى مجموعة من شباب الحزب من مختلف المحافظات، مؤكداً أن الاستقبال الشعبى له فى المطار سيشكل عامل ضغط على النظام لإحداث التغيير خاصة مع إظهار التأييد الشعبى له، وطلب بسيونى من البرادعى المشاركة مع القوى السياسية وإدارة حوار معهم للخروج بنتائج إيجابية للصالح العام، وقال عبدالرحمن الجوهرى منسق حركة كفاية إن الحركة تتولى دعم البرادعى بشكل كامل، خاصة أن ما طالب به اتفقت عليه القوى السياسية من قبل سواء ما يتعلق بالانتخابات أو تعديل الدستور، بالإضافة إلى رفضه ما سماه لعبة الأحزاب. وقال إسماعيل سليمان، أمين عام حزب التجمع، إن عودة البرادعى بمثابة إلقاء حجر فى المياه الراكدة، لكن يبقى المحك فى موقفه تجاه الوضع الحالى، خاصة أنه لم يأت بجديد حسب قوله وهو ليس بالزعيم المنتظر لكنه شخصية دولية يجب ألا نحملها أكثر مما تحتمل. وفى المقابل رفض سعيد الدقاق، أمين عام الحزب الوطنى، فى المحافظة الحديث عن عودة البرادعى ومدى تأثيرها على الحياة السياسية. وفى شمال سيناء أكد عدد كبير من سكان التجمعات البدوية أنهم لا يعرفون شيئاً عن البرادعى وليس لديهم خلفية عن عودته. قال محمد سويلم من الأهالى إنه لا يعرف شيئاً عن السياسة وكل ما يهمه هو سيارة المياه التى تنقل لأسرته احتياجاتها والتى تأخرت لمدة 3 أيام. وفى المنيا، قال الدكتور وجيه شكرى، عضو الأمانة العامة لحزب التجمع إن هناك فرقاً بين الأكاديميين والعلماء من جهة والسياسيين فالأوائل فوق رؤوسنا ونحن فخورون بعلمهم لكن هذا لا يعنى أنهم يصلحون زعماء أو رؤساء دون الإعلان عن برامجهم لخوض الانتخابات الرئاسية مطالباً البرادعى بإعلان برنامجه الانتخابى. وأضاف باهى صالح الروبى، رئيس مجلس محلى المحافظة، أننى أعتبر عودته لمصر أمراً عادياً مثل أى مواطن ترك بلده لأمر متعلق بعمله فى منصب دولى، وعاد عقب انتهاء مدته. وفى أسيوط، أوضح جمال أسعد، المفكر القبطى، أن الالتفاف حول ترشيح البرادعى أو غيره بهذا الشكل يؤكد فشل الحياة السياسية وموت الحياة الحزبية ويكشف مدى سطحية الممارسات السياسية فى مصر، التى وصفها بأنها ممارسات ديكورية وليس لها موقف محدد، وأننا نسير فى الاتجاه الخطأ.
