يتذكر السيناريست مصطفى محرم شلته فى الستينات فيقول: «كانت شلة مثقفين، تضم أشخاصا لهم طموح للعمل بالسينما ومنهم رأفت الميهى، محمد خان، سعيد شيمى، أحمد راشد وهاشم النحاس، كنا لا نفترق، نقضى أوقاتنا فى القراءة ومشاهدة الأفلام.. ولأننا كنا جميعا فى أعمار متقاربة ولنا نفس الاهتمامات لم يكن لنا زعيم معروف بالاسم، الزعامة كانت متداولة لمن له القدرة على جذب اهتمام الاخرين إليه حتى يأتى غيره بموضوع أو مغامرة أكثر إدهاشا فتنتقل إليه الزعامة تلقائيا، ولم يحدث أن استأثر أحد منا بهذه الزعامة، إنما حدث ذلك معى كثيرا فيما بعد فى «شلات» أخرى كنت زعيمها خاصة مع اتساع شهرتى، ومن خلال هذه التجارب أيقنت أن موقع «زعيم الشلة» ليس سهلا فهو عبء ومسؤولية مستمرة لأن المحيطين بك لو أحسوا بخواء الزعيم أو بأى نقصان فى عطائه سيبحثون عن غيره، كما أن الزعيم نفسه قد يكون نعمة على الشلة إذا كان رباطها، أو نقمة إذا عمل على تفتيت وحدتها. أما شادى العدل، مدير راديو بكره، فيقول: أيام الجامعة كانت زعامة الشلة إما لعضو فى اتحاد الطلاب أو رائد أسرة أو طالب متفوق، ولأنى استطعت الجمع بين هذا وذاك، كان لدى أسرة طلابية وكنت متفوقا إلى حد ما، وهذا ما جعلنى زعيما لشلتى فى جامعة 6 أكتوبر، وكان لدى مهام كثيرة فلابد أن أستمع لمشكلات الجميع حتى لو أسرية إضافة لفض الخلافات اليومية بين أعضاء الشلة، بخلاف الواجبات الاجتماعية مثل العزاء والأفراح ومناسبات أخرى، فالزعامة تقتضى أن تجعل كل الشلة «ايد واحدة» خاصة إذا ما تعنت ضدنا أحد فكنا نقوم بالتجمع لأخذ الحق كما فعلنا عندما وقعت مشكلة بخصوص بحث لزميلنا، توجهت لمخاطبة الدكتور ومعى 15 فرداً واستمررنا فى الضغط حتى منحه فرصة أخرى، كل هذه الأمور ولت بعد الجامعة. وتقول عبير ناجى، طالبة جامعية: الزعامة فكرة مطلوبة، ولها دور فى لم الشمل، فى شلتى على سبيل المثال نشعر بالتوهان إذا غابت عنا زعيمة الشلة «نادية» لأنها بصراحة تجمعنا وتأخذ حقنا «تالت ومتلت» من أى شخص، حتى من الأساتذة أنفسهم كما أنها العقل المدبر لكل رحلاتنا ومغامراتنا وحتى جلسات المذاكرة.