تحول السويدى زلاتان إبراهيموفيتش لأكثر لاعب حرك أموالا فى سوق الانتقالات الأوروبية عقب رحيله من برشلونة إلى إيه سى ميلان الإيطالى لموسم واحد على سبيل الإعارة، واستثمرت أندية أياكس الهولندى ويوفنتوس وإنتر ميلان الإيطاليان وبرشلونة الإسبانى، وأخيرا ميلان ما يقرب من 168 مليوناً و600 ألف يورو لشراء اللاعب. ويعتبر إبراهيموفيتش اللاعب الوحيد الذى تم دفع مبلغ أكثر من 20 مليون يورو أربع مرات للحصول على خدماته. وبالنظر إلى تنقلات اللاعب، طبقا لصحيفة (ماركا) الإسبانية، فقد رحل من مالموى السويدى إلى أياكس الهولندى مقابل سبعة ملايين و800 ألف يورو ومنه إلى يوفنتوس الإيطالى مقابل 25 مليون يورو ثم إلى إنتر ميلان مقابل 24 مليوناً و800 ألف يورو ومنه إلى برشلونة مقابل 87 مليون يورو (قيمة اللاعب + الكاميرونى صمويل إيتو)، وأخيرا إعارة مجانية إلى ميلان مع خيار الشراء مقابل 24 مليون يورو. ويعد زلاتان آخر أعضاء «نادى النجوم» الذين رحلوا عن البرسا «من الباب الخلفى لكامب نو». المثير فى الأمر أن إبراهيموفيتش، الذى راهن عليه المدير الفنى للبرسا بيب جوارديولا الموسم الماضى متخليا عن الكاميرونى صمويل إيتو الذى كان فى قمة تألقه مع النادى، يخرج الآن بنفس الطريقة أو ربما أسوأ من تلك التى رحل بها النجم الأسمر عن النادى الكتالونى. لا يستطيع أحد إنكار الرؤية الفنية والقدرة التدريبية العالية للمدير الفنى لبرشلونة، ولكن قصة الثالوث «إيتو - إبراهيموفيتش - جوارديولا) ربما ستظل عالقة فى أذهان جماهير البرسا للأبد، وبالأخص لو حدث ما لا يحمد عقباه، وسقط النادى الكتالونى هذا الموسم. «40 مليون يورو + إيتو = إبراهيموفيتش» كانت هذه هى المعادلة التى نفذها النادى الكتالونى لإبرام أكبر صفقة فى تاريخه للحصول على خدمات اللاعب السويدى بناء على طلب من جوارديولا، الذى كان متخوفا من أن يتحول الكاميرونى لمشكلة مستقبلية فى الفريق، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وتسقط كل الحسابات، وتأتى النهاية بعد عام بالكاد برحيل اللاعب. وفى مدرجات «كامب نو» التهم الشغف نفوس الجماهير المتعطشة لرؤية صفقتهم الجديدة تدك حصون الخصوم فى الليجا ودورى الأبطال وكل البطولات، لدرجة أن 60 ألف شخص ذهبوا لمعقل النادى الكتالونى لحضور تقديم اللاعب. ونال اللاعب رضا الجماهير، ولكنه لم ينل حبهم الجنونى وعشقهم الكامل مثل الأرجنتينى ليونيل ميسى، حيث أحرز 22 هدفا فى 42 مباراة، إلا أن «أمورا أخرى» هى التى دفعت جوارديولا إلى إبعاده. تلك الأمور، التى لم تتضح ماهيتها حتى الآن وإن كان أشار إليها جوارديولا بعبارة «الشخص يأتى قبل اللاعب» يعتقد أنها ليست أمورا فنية أو رياضية، كانت السبب الذى دفع المدير الفنى للبرسا قبل نهاية الموسم الماضى إلى جعل إبراهيموفيتش يلازم مقاعد البدلاء مع تفضيل الصاعد بويان كركيتش. ويقول البعض إن السبب وراء غضب جوارديولا الشديد من المهاجم السويدى هو وكيله موينو رايولا وتصريحاته التى قال خلالها إنه يجب على بيب الذهاب لمستشفى الأمراض العقلية لو تركه على دكة البدلاء، ولكن لا يجب إغفال أن اللاعب حينها كان بالفعل لا يشارك أساسيا طوال الفترة الماضية، وهى ليست بالقصيرة، امتنع طرفا القضية عن الإدلاء بتصريحات «مستفزة» أو «غريبة» بشأنها، ولكن سقطت كلمات كل منهما كقذائف المدفعية على الآخر يوم الأربعاء عقب بطولة كأس جوان جامبير الودية، حينها قال إبراهيموفيتش بوضوح «المدرب لا يحبنى، لم يتحدث معى طوال ستة شهور سوى مرتين فقط». وبما أن حق الرد مكفول فلم يتوان جوارديولا عن إلغاء قذيفته فى نفس الليلة «لو لم أتحدث معه طوال ستة أشهر سوى مرتين فقط فهذا الأمر لسبب ما، لا أوجه إليه أى لوم بالنسبة لعمله فى التدريبات، ولكن شخصية اللاعب تأتى قبله». وانتهت قصة الحرب الباردة بين الطرفين، أمس الأول، بإعلان إعارة اللاعب إلى ميلان لمدة موسم واحد مع وجود بند يسمح بشرائه، فى انتظار ما سيجلبه الموسم الجديد لهما. جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التى يطفئ خلالها جوارديولا شمعة نجم كان قد أشعلها بنفسه أو طلب الحصول عليه، وفى هذا الصدد تجب الإشارة إلى مارتين كاسيريس، وإلكسندر هليب وديمترى تشيجرنسكى. وحمل إبراهيموفيتش مسؤولية رحيله عن برشلونة إلى المدرب بيب جوارديولا الذى وصفه ساخرا ب«الفيلسوف». وقال «إبرا» محقرا فى تصريحات صحفية بعد الإعلان عن انضمامه لميلان الإيطالى لموسم واحد على سبيل الإعارة: «هذه هى النهاية التى أرادها الفيلسوف جوارديولا». وينم هذا التصريح عن درجة العلاقة التى وصلت بين المدرب واللاعب خلال الفترة الأخيرة، التى كشف عنها إبرا مؤخرا، والتى لم يكن يصلح معها بأى حال من الأحوال بقاء اللاعب. ورد جوارديولا بتأكيده أن ثمة سببا وراء قلة حديثه مع إبراهيموفيتش، دون أن يحدد سبب الخلاف.
