لأن حياتنا أصبحت تعتمد على مجموعة من الأجهزة الكهربائية بالمستشفيات والمصانع، بالإضافة للأجهزة الإلكترونية المنزلية مثل الكمبيوتر والثلاجة والغسالة وغيرها، فإن الحياة تتوقف بمجرد قطع التيار الكهربى عنها وتعود بمجرد عودته، لكن المشكلة أن هذا الانقطاع المفاجئ والمتكرر قد يسبب أضراراً إلى الحد الذى يؤدى لخسائر على كل المستويات. مع تكرار انقطاع التيار الكهربى فى جميع أنحاء البلاد، ظهر العديد من المشاكل التى تتلخص معظمها فى تلف بعض الأجهزة الكهربائية التى لم تصمد أمام مشاكل عدم ثبات التيار وانقطاعه وعودته بشكل مفاجئ دون سابق إنذار. فى البداية تقول نهى عادل، مدرسة: «شاشة التليفزيون اتحرقت نتيجة عدم ثبات وزيادة انقطاع التيار الكهربى»، وشكا محمد أحمد، مهندس كمبيوتر، من عدم استطاعته إنهاء عمله قائلاً: «حتى عندما تأتى الكهرباء تكون غير ثابتة، فلا أستطيع تشغيل الكمبيوتر إلا عندما تعمل معظم الأجهزة الإلكترونية الأخرى حتى يعمل الجهاز دون أن يفصل بسبب ضعف التيار». وعانى الكثير من أصحاب الشركات التى تعتمد فى عملها على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى، وأبدى إسماعيل محمود، صاحب إنترنت كافية، استياءه من انقطاع التيار الكهربى بشكل متكرر، مما أدى لتوقف العمل لديه لفترات طويلة، وأضاف: «مصلحة الكهرباء لا تهتم بالخسائر التى تصيبنا نتيجة مشاكل الكهرباء، فبرغم «وقف الحال» الذى أصابنا فإن الشركة لن تتهاون فى تحصيل فواتير الكهرباء، كما لن تراعى شركة الإنترنت الخسائر التى لحقت بنا، حتى أجهزة الكمبيوتر التى تلفت نتيجة عدم ثبات التيار أبلغونا أنه لن يتم استبدالها بأخرى جديدة لأن الضمان غير سارٍ على مشاكل سوء الاستخدام». وانتقلت حالة السخط من أرض الواقع إلى ساحات المناقشات الافتراضية على الإنترنت، وأصبح موقع «فيس بوك» بمثابة وسيلة التنفيس الأولى لغضب الشارع المصرى، وبعيداً عن تصاريح وزارة الكهرباء ووزارة البترول عن تفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهربى على صفحات الجرائد وبرامج التوك شو، دشن مجموعة من النشطاء مجموعة من «الجروبات» و«الصفحات» التى تهدف لجمع المصريين للوقوف ضد مشكلة قطع الكهرباء مثل صفحة «لا يا وزير الكهرباء مش الحل قطع الكهرباء»، مستنكرين فكرة أن يكون قطع الكهرباء عن المواطنين هو الحل، واستبعاد فكرة أن السبب وراء مشاكل التيار الكهربى هو الإفراط الزائد من المواطنين فى الاعتماد على أجهزة تكييف نظراً لظروف الحر الشديد التى تمر بها مصر. ولنفى تهمة الإسراف فى استخدام الكهرباء عن الشعب المصرى، قام مجموعة من الشباب بإطلاق حملة تحمل اسم «منورة يا حكومة» على موقع «فيس بوك» هدفها جمع الكشف بالصور عن إسراف الحكومة فى استخدام الطاقة، مشيرين إلى أن مصلحة الكهرباء فى الوقت الذى تتهم فيه المواطنين بالإسراف فى استخدام الأجهزة الكهربائية، يتم ترك أعمدة إنارة الشوارع مضاءة طوال النهار ولمدة أيام وأسابيع، بل قد يصل الأمر، فى بعض الأحيان، إلى ترك الأعمدة مضاءة نهاراً وإغلاقها ليلاً فى بعض المناطق. وطالب القائمون على الحملة أعضاءها بتصوير أعمدة الإنارة المضاءة نهاراً باستخدام الموبايل لفضح مسؤولى مصلحة الكهرباء، والكشف عن أنهم هو أول المتهمين بالإسراف استخدام الكهرباء وليس المواطنين. ■ صفحة حملة «منورة يا حكومة» على موقع فيس بوك http://bit.ly/aSBOZd ■ عنوان ألبوم صور حملة «منورة يا حكومة» http://bit.ly/aifmDX
