* بعد أزمة جدو مع نادى الزمالك بشأن التوقيع على أوراق لا أول لها ولا آخر ومبلغ الثلاثين مليون جنيه، الذى لا يعرف أحد، ولا حتى جدو، من أين جاء به بعض مسؤولى الزمالك.. آخر ما كنت أتوقعه أن يأتى شيكابالا ويعلن أنه قام بالتوقيع على بياض لتجديد تعاقده مع الزمالك لمدة أربع سنوات أخرى.. بياض مرة أخرى.. وهو ما يعنى أنه إما شيكابالا ساذج رغم موهبته الكروية الرائعة.. أو أنه لا يقول الحقيقة مثل كل نجوم الأهلى، الذين يوقعون للأهلى على بياض لأن الأهلى هو عشقهم الأول والأخير والدماء التى تجرى فى القلب والشرايين، بينما هم فى الغرف المغلقة يناقشون أدق التفاصيل ولا يتنازلون عن أى شرط أو مطلب قبل التوقيع.. ولست ألوم أى لاعب فى زمن الاحتراف يتفاوض ويضع شروطا ويعلن عن مطالب ويطلب مكاسب إضافية قبل التوقيع.. ولكن العيب فقط هو أن يتم ذلك وراء الأبواب المغلقة، بينما أمام الناس هو العشق والهوى وفانلة النادى وتراب النادى والروح والدم اللذان هما فداء للنادى.. ورغم ذلك.. فليست المشكلة الآن هى توقيع شيكابالا على بياض ليلعب للزمالك أربع سنوات أخرى.. إنما المشكلة هى الفيفا الذى تسلم شكوى رسمية من أندرلخت البلجيكى يطلب فيها البطاقة الدولية لشيكابالا ومع الطلب صورة من تعاقد النادى البلجيكى مع اللاعب ورغبته فى إنهاء تعاقده مع الزمالك.. وقرر الفيفا أن يفصل فى هذا الأمر فى موعد غايته آخر شهر أغسطس الحالى.. وعلى الناحية الأخرى يؤكد مسؤولو الزمالك أنهم أصحاب الموقف الأقوى وأنهم يتوقعون عقابا قاسيا من الفيفا على النادى البلجيكى.. ولست مقتنعا بذلك فى الحقيقة.. فالثقة التى يتحدث بها مسؤولو أندرلخت، ومسارعتهم لتقديم شكواهم للفيفا بعكس الزمالك، والأوراق والعقود والتوقيعات التى معهم.. يجعلنى ذلك كله أشعر بالقلق، ولا أعرف من أين يأتى مسؤولو الزمالك بمثل هذه الثقة.. ففى الماضى القريب كنا نقول أندرلخت فقال مسؤولو الزمالك إنهم يتحدون أندرلخت من مجرد الاقتراب حتى من الفيفا.. وكنا نقول إن اللاعب وقع على عقد جديد مع أندرلخت، فقالوا إنهم يملكون ورقة بتوقيع اللاعب تفيد برغبته فى البقاء مع الزمالك.. الآن نقول إن جمهور الزمالك أحس بالقلق والخوف من ضياع شيكابالا وهم لايزالون يقولون إن شيكابالا باق مع الزمالك.. ولأن أندرلخت هو الذى جرى للفيفا وليس الزمالك، ولأن الفيفا صعب أن يقتنع أو يفهم سلوك لاعب مصرّ يروح يتعاقد مع ناد ثم يوقع على ورقة بأنه واقع فى غرام ناد آخر.. ولأسباب وتفاصيل كثيرة.. أخشى التأكيد على أن شيكابالا ضاع من الزمالك. * انتهت أزمة عماد متعب.. وقام اللاعب صباح أمس بتحويل نصف مليون يورو من جيبه الشخصى إلى نادى ستاندرليج البلجيكى حتى يقبل النادى الفسخ الودى لتعاقده مع مصرى.. ومن المنتظر أن يتسلم متعب اليوم ورقة من استاندرليج تفيد بإنهاء الأزمة مع متعب يعود بعدها اللاعب حرا تماما فى التعاقد مع أى ناد يشاء.. وبالطبع سيتخيل القارئ أن متعب سيذهب بتلك الورقة إلى الأهلى ويسألهم عن العقد الجديد للتوقيع عليه ويبحث معهم المقابل المادى الذى سيتقاضاه قبل أن يخرج متعب للإعلام ليقول إنه وقع للأهلى على بياض وأنه فسخ تعاقده مع ستاندرليج عشقا للأهلى ولم يبق فى بلجيكا لأنه لا يستطيع الاستغناء عن الأهلى.. ولكن هذا القارئ يفكر بمنطق لا يعرفه متعب أو أى لاعب كرة مصرى باستثناء القليلين جدا.. فالمنطق الذى يحكم القارئ، وأنا معه ونستند فيه إلى عقولنا وخبراتنا، يجعلنا نقول إن متعب بعد ورطته الأخيرة بات يريد اللعب للأهلى بأى ثمن طالما سيعود فى يناير المقبل بشكل لائق، لكن الواقع يشير إلى أن متعب سيبدأ فى مساومة الأهلى.. وسيبدأ المطالبة بضرورة قيام الأهلى بسداد النصف مليون يورو قبل أى كلام.. وبعدها يبدأ الحديث فى قيمة المبلغ الذى سيتقاضاه متعب مقابل التوقيع للأهلى.. فقبل أزمة بلجيكا كان الأهلى يعرض 11 مليوناً، بينما متعب يصر على رقم 15 مليوناً وإلا سيسافر إلى بلجيكا.. والآن لم تعد هناك بلجيكا.. ولكننا فى مصر.. لهذا سيطلب متعب 20 مليوناً، ممكن أن يوافق على تخفيضها إلى 18 مليوناً.. والأهلى سيوافق.. لأنه فى الكرة المصرية.. الطرف الذى أخطأ دائما هو الذى ينال التعويض والتكريم.. والطرف الذى يواجه مشكلة حادة هو الذى يفرض شروطه على آخرين قبل أن يسمح لهم بحل المشكلة.. وبالطبع ستتعامل إدارة الأهلى مع الأمر بمنتهى الرعب.. فاللاعب يهدد طول الوقت بالتعاقد مع الزمالك ودعكم من قصائد الشعر وأغانى الحب التى تقال أمام الجمهور.. وممدوح عباس، رئيس الزمالك، يعرض مبالغ ضخمة من أجل التعاقد مع متعب، ليس لأن الزمالك يحتاج للاعب وإنما لأنه سيكون صفقة من رئيس الزمالك لإدارة الأهلى، فهذا هو منطق شراء اللاعبين فى الناديين الكبيرين.. وإدارة الأهلى تدرك أنها ستواجه أزمة وصداما محتملا مع جماهيرها لو لم تحافظ على متعب فى ظل أزمة الأهلى الحالية مع مهاجمين صرحاء وحاجته إلى لاعب مثل متعب. * ما جرى طيلة الأسبوع الماضى فى سنغافورة بشأن مصر ومشاركتها فى أول دورة أوليمبية للشباب تقام هناك، كان وسيبقى يعنى إنجازا حقيقيا للرياضة المصرية.. فللمرة الأولى طوال تاريخها الرياضى، تفوز مصر بأول ميدالية أوليمبية ذهبية فى لعبة جماعية هى كرة اليد، وإذا كانت اليد فازت بالذهب فإن الجمباز فى الدورة نفسها فاز بثانى ميدالية أوليمبية للعبة جماعية.. ميدالية فضية فازت بها بنات مصر للجمباز الإيقاعى.. وقبل التوقف أمام ميدالية الجمباز أود الإشارة أولا إلى أن أول ميدالية أوليمبية لمصر فى لعبة القوس والسهم هى تلك التى فاز بها إبراهيم خيرى، وميدالية ذهبية فى الملاكمة فاز بها هشام يحيى.. وباستثناء ميدالية الملاكمة التى ليست جديدة على مصر، تبقى لعبات مثل كرة اليد والقوس والسهم والجمباز تشهد لأول مرة الفوز بميداليات أوليمبية.. وكانت المفارقة صارخة ومزعجة أن يعرف الاتحاد المصرى للجمباز برئاسة عمرو السعيد خبر فوز البنات الرائعة بأول ميدالية للجمباز وبأكبر وأعظم انتصار تحققه اللعبة على مدى تاريخها فى مصر.. وبعد أربعين دقيقة فقط من نبأ هذه الميدالية وانتصارها التاريخى.. يأتى موظفو المجلس القومى للرياضة ومعهم قرار بحل مجلس إدارة اتحاد اللعبة.. وقد كان قرار الحل هو الجزاء الذى لم يتوقعه ولم يتخيله رئيس وأعضاء أنجح مجلس إدارة اتحاد أدار اللعبة فى مصر.. المجلس قال إنه قام بحل الاتحاد لأن الجمعية العمومية غير العادية قررت سحب الثقة من الاتحاد.. وهذا كلام غير صحيح.. فحين يحضر عشرة أعضاء هم كل الجمعية العمومية للجمباز.. لابد من سبعة أعضاء يطلبون سحب الثقة من الاتحاد وإسقاطه وهو ما لم يحدث.. وأنا شخصيا احترمت قرار عمرو السعيد، رئيس الاتحاد، ونائبته الدكتورة هالة سلامة، لأنهما كانا بصدد التقدم بشكوى للاتحاد الدولى للجمباز ضد التدخل الحكومى وقرار المجلس القومى للرياضة بالحل.. ولكن الاثنين تراجعا فجأة بعد فوز الجمباز المصرى بهذه الميدالية الأوليمبية وكم وحجم الإشادات العالمية التى توالت تؤكد تألق المصريين.. وأحس عمرو وهالة أنه ليس صائبا وليس لائقا إفساد هذا المشهد المصرى الجميل عالميا بشكوى أو حديث عن تعسف وظلم وتدخل حكومى.. وقرر الاثنان ومعهما المجلس كله الاكتفاء باللجوء للقضاء طلبا للعدل والإنصاف. * إذا كان من الممكن أن أوافق الصديق والزميل أحمد شوبير فيما يقوله دائما بأنه مؤسس الإعلام الرياضى التليفزيونى بشكله الحالى فى مصر.. إلى درجة أنه صرح أكثر من مرة بأن من حقه أن يتقاضى نسبة من كل مذيع أو محلل أو مقدم برنامج رياضى.. وإذا كنت سأعترف لشوبير بريادته لهذه المدرسة ومغامرته التى نجحت فى تغيير شكل الإعلام الرياضى التليفزيونى فى مصر.. فإنه صعب جدا أن أوافقه على رغبته الجديدة فى اختصار الرياضة تحت قبة البرلمان فى شخص أحمد شوبير.. فقد كتبت منذ أيام عن الرياضة تحت قبة البرلمان.. وعن رياضيين كثيرين يريدون خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة.. وقلت إن الرياضة غالبا ما تكون هى الواجهة الأولى لمعظم هؤلاء حصدا للشعبية واهتمام الناس ثم سرعان ما تداس الرياضة بالأقدام تحت القبة بمجرد النجاح.. وكنت ولاأزال أناقش قضية عامة تخص الرياضة والبرلمان.. إلا أننى فوجئت بأحمد شوبير منفعلا كاتبا وصارخا ومؤكدا أننى أقصده هو بالتحديد، لأن الأسماء التى ذكرتها كأمثلة لا يمكن أن تخوض انتخابات مجلس الشعب.. ولست أحب هذا المنهج فى التقليل من شأن الآخرين والانتقاص من قدرهم، حتى وإن لم يكونوا فى شهرة أحمد شوبير أو قوته أو لهم خبراته ونجاحاته وتجاربه نفسها.. ولكن هذا لا يعنى التعامل معهم باعتبارهم أصفارا لا وجود أو حساب لهم.. ومن العيب أن يشطب شوبير فجأة أسماء مثل مجدى عبدالغنى ومحمود الشامى وعبدالواحد السيد وربيع ياسين وعبدالستار صبرى ومعتمد جمال وطارق السيد.. كما أننى أرفض شخصنة كل القضايا.. فيصبح أى حديث عن اتحاد الكرة هو هجوم على سمير زاهر أو يصبح أى تساؤل عن دور الرياضة ومكانها تحت قبة البرلمان هو حديث عن أحمد شوبير.. وأنا لاأزال مصرا على أن الرياضة غائبة وليس لها صاحب أو نصير تحت القبة، بدليل القانون الذى لم يطالب به أى نائب ولم يصرخ بشأنه أى أحد، شارحا للجميع أن الرياضة بسبب هذا القانون الغائب كادت تصاب بالشلل، وليس القانون فقط، وإنما هناك أزمات كثيرة كانت ولاتزال تستحق اهتماما من نواب الشعب تشريعا وتساؤلا وتحقيقا، وإذا كان شوبير قد اختصر كل الرياضة تحت القبة فى شخصه.. ثم بدأ يتحدث عن إنجازاته الرياضية دون أن ينسى فى آخر لحظة أن ينسب تلك الإنجازات كلها للحزب الوطنى مع وصلة غزل حميم للحزب وتنبيه السادة الكبار ثلاث مرات على الأقل بأننى أهاجم وأنتقد الحزب.. وأنا أود أن أعفى شوبير من كل هذا الجهد وتلك المحاولات وأقول له بصراحة ووضوح إننى لست فى أو من أو مع الحزب الوطنى ولا أرغب فى عضوية لجنة السياسات، ولا أريد قطعا خوض الانتخابات المقبلة، ولست باحثا عن أى منصب أو دور إلا أن أبقى مجرد صحفى للناس وممثلا للناس.. أقول لشوبير أيضا إننى لاأزال متمسكا بمكتبته وأن الحزب الوطنى فى أحيان كثيرة يعاند الناس ويختار مرشحين عكس هوى الناس، وأن طبيعة اهتمامه بالرياضة لابد أن تتغير وتتبدل تماما، لأن هناك فارقاً كبيراً بين رؤية حزب سياسى ورؤية أى جهاز حكومى أو مؤسسة أهلية.. وتبقى كلمة أخيرة تتمثل فى طلب شوبير منى الكف عن تأكيدى المستمر بأنه صاحب فضل فى ظهورى على شاشة التليفزيون، شوبير يطلب منى أن أكف عن ذلك، لأنه غاضب وحزين لأننى لم أقف معه ضد مرتضى منصور، وما قلته له بالأمس همسا أقوله له اليوم علنا.. وهو أنه لم يكن فى خناقة مع مرتضى منصور فى الشارع وأنا وقفت فوق الرصيف أمارس الفرجة دون أن أنزل للشارع لمناصرة صديق فى خناقة.. إنما هو حكم قضائى وصراع قانونى ليس فيه مع أو ضد.. ومرتضى منصور أيضا صديق عزيز وهو يعرف ذلك منذ أن كنت أقاسمه حلقات برنامجه ودافعت فى تلك الحلقات كثيرا عن مرتضى وعن حق مرتضى فى اللجوء للقضاء كلما شعر بأنه صاحب حق ضائع أو مسروق.. وعلى أى حال أنا أعتذر لشوبير عن عدم تنفيذ هذا الطلب.. فسيبقى امتنانى له قائما ولن أنسى له هذا الفضل وسيبقى احترامى له ولكل الناس دائما حتى وإن اختلفت معهم فى الرأى والموقف.. فقناعاتى وحساباتى وأحكامى ورؤيتى للناس تبقى ثابتة ودائما لا تتغير بتبدل الأماكن والحسابات والمطامع والمصالح. [email protected]