فرق شاسع بين «الضمير» و«شجاعة الضمير» فمن المتوقع أن بكل شخص منا ضميراً، ولكن هذا الضمير هل هو شجاع بالقدر الكافى للاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية وهنا تكون الخطورة ففى أزمة المحامين والقضاة من منهم يمتلك شجاعة الضمير ليعلن أن كلاً منهما قد أخطأ فى حق الآخر ولزم اعتذار كل منهما للآخر بعيداً عن الكبرياء والأنانية، ثم يعتذر الاثنان لهذا المجتمع المغلوب على أمره فما ذنبه فيما جرى بينهما من مهاترات فهل من شجاعة ضمير؟ وفى أزمة القتيل خالد سعيد، من يمتلك شجاعة الضمير؟.. مخبرو الشرطة أم الشهود أم المجتمع فحتى هذه اللحظة لم يعترف المخبران بتعذيبهما القتيل أو استخدام العنف معه، ولم يمتلكا شجاعة الضمير لقول الحقيقة حتى لو كانت قاسية!!.. وفى أكياس الدم الفاسدة تاهت الحقيقة، وبَرُأ جميع المتهمين، ولا نعلم من تسبب فى هذه الكارثة؟ وما ذنب الضحايا، فهل من شجاعة ضمير لقول الحقيقة؟!.. وفى شأن الترشح للرئاسة لا نملك حتى شجاعة الضمير، ليقول لنا أى من مرشحى اليوم أنهم ليسوا ملائمين من ناحية شروط الترشح للرئاسة والغريب أنه لا يمتلك أحد منهم شجاعة الضمير، ليقول ذلك لمن يرغبون فى انتخابهم وترشيحهم!!.. الأمثلة كثيرة لا حصر لها.. نحن لا نجد مسؤولاً واحداً يعترف بخطئه فى عمل ما، أو مشروع ما، أو خلاف ما، ولكن نجد المكابرة والعناد والدفاع عن الخطأ بكل ما أوتى من قوة، والنتيجة أن أصبح الأمر طبيعياً ولا يثير الاهتمام، وتحول إلى ثقافة فمن منا اعترف بخطأ أرتكبه فى يوم من الأيام فكلنا نمتلك الضمير، ولكن القليل منا من يمتلك شجاعة الضمير. مهندس محمد أحمد عبدالقوى معيد بمركز بحوث وتطوير الفلزات