بدأ أمس الأول الموسم الجديد للدورى الإنجليزى لكرة القدم.. وبالتأكيد شهدت تلك البداية عشرات الحكايا التى تستحق التوقف والاهتمام والمتابعة.. ولكننى أتوقف اليوم أمام حكاية رجل وقناة تليفزيونية باتت اختصارا لحكاية الكرة والإعلام وحدود وضوابط العلاقة بينهما.. الرجل هو السير أليكس فيرجسون، المدير الفنى لمانشيستر يونايتد.. ومنذ سنوات قليلة، بدأت القطيعة بين فيرجسون وال«بى. بى. سى».. لأن ال«بى. بى. سى» أذاعت تقريرا عن النشاطات الاستثمارية لنجل فيرجسون.. الذى كان وقتها وكيلا للاتحاد الإنجليزى لكرة القدم.. وانتقدت ال«بى. بى. سى» تصرفات وسلوك الابن الذى لم تجده وقتها فوق مستوى الشبهات.. وما إن أذاعت ال«بى. بى. سى» هذا التقرير حتى غضبت العائلة كلها وقرر الأب مقاطعة ال«بى. بى. سى» تماما.. قرر ألا يتحدث عليها سواء عن نفسه أو أسرته أو حتى عن مانشيستر يونايتد ونجومه ومبارياته وبطولاته.. وعبثا حاولت ال«بى. بى. سى» إقناع فيرجسون بأن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وأنها مجرد وجهات نظر وتساؤلات لم ترق لدرجة الإدانة بل انتهى الأمر بخطاب اعتذار رسمى تسلمه أليكس فيرجسون من إدارة ال«بى. بى. سى».. ورغم ذلك رفض فيرجسون التراجع عن قراره بمقاطعة ال«بى. بى. سى».. وكان من الممكن أن يتمسك فيرجسون بمواقفه لولا التغييرات التى أدخلها الاتحاد الإنجليزى على لائحة مسابقة الدورى الأول لكرة القدم، الذى بات يلزم كل مدربى الدورى بالحديث لقناة ال«بى. بى. سى» صاحبة حق بث مباريات الدورى.. وقرر الاتحاد الإنجليزى وضع غرامات مالية متصاعدة على كل مدرب يرفض الكلام لل«بى. بى. سى».. وهو الأمر الذى تبين أن فيرجسون لن يقوى على احتماله طويلا.. فانتهت القطيعة وعاد الوفاق.. ولا يعنينى من تلك الحكاية كلها إلا تلك المبررات والعبارات ووجهات النظر الرسمية والإعلامية التى سبقت تغيير قانون الدورى الإنجليزى قبل انطلاق الموسم الجديد.. وهى أنه ليس من حق أى مدرب أن يتحدث فقط لقناة بعينها أو للقناة الخاصة بناديه.. فهؤلاء المدربون يتقاضون أموالا ضخمة.. الذى يدفعها فى الحقيقة هم جماهير كرة القدم.. وهكذا يبقى للجماهير الحق فى أن ترى وتسمع أى مدرب يتحدث عن فريقه.. ليس من حق أى مدرب أن يرفض الكلام للناس وقتما يحتاج أو يريد الناس.. وكلام آخر كثير جعلنى رغما عنى أقارن بين الاتحادين الإنجليزى والمصرى.. أحدهما هناك يجبر كل مدربى الدورى على الكلام للناس بصرف النظر عن أى انتماء أو ارتباط أو عقد أو إعلانات.. بينما الاتحاد عندنا لا يكترث بأمر الناس.. هناك الناس أهم وأقوى من أى حقوق أو عقود.. هناك يؤمن الجميع بحق واحد وأصيل للناس.. حق أن تسأل وتعرف وتفهم.. ويا ليت اتحادنا يفكر ولو مرة واحدة فى أن يمنحنا هذا الحق.. يمنحنا فرصة واحدة أن نعرف ونفهم أى شىء من الذى يجرى فى بلادنا. [email protected]