عندما تعجبك نكتة أو موقف مضحك وأنت جالسة مع أهل زوجك، حاولى أن تتماسكى قبل أن تدخلين فى هستيرية ضحك، وتقولى لزوجك «كفك» وتمدى إليه يدك لتصافحيه إعجابا بالنكتة.. ساعتها ستلتفت إليك كل الأنظار، لأن زوجك لن يمد إليك يده بسبب استيائه من إفراطك فى الضحك، وسيحاول قدر الإمكان الحفاظ على صورته كزوج وصورتك كزوجة مسؤولة منه أمام أهله، واقتناعه وفق الموروث الاجتماعى أن جزءاً من هذه المسؤولية هو قدرته على إحكام تصرفاتك وتلجيمها، ورغبته فى طريقة تعامل تُظهره كزوج له وزن أمام أهله الذين يرونه من هذه الزاوية، وهذا يفسر بعض الشىء امتعاضه وإحراجه عندما تناله سخريتك أو تتمادين فى الهزار فى وجود أهله. وتقول سمر عبدالهادى: فى بداية زواجى كنت أنا وزوجى نقوم بزيارات منتظمة لأهله وأثناء جلوسنا معهم، كانت تصدر منى بعض التعليقات على سبيل المزاح، فكنت ألاحظ تغير تعبيرات وجهه وتجهمه على غير العادة، ويظل صامتا حتى انتهاء الزيارة وبمجرد خروجنا نظل طوال الطريق فى شد وجذب بسبب هذه النقطة، ومع الوقت بدأت أتفهم ذلك وأحاول مراعاة مشاعره أمام أهله وابتعد عن الأسلوب الذى يسبب له ولهم استياء منى. أما رانيا أحمد فتقول: زوجى هو الابن الأكبر لوالدته ووالده متوفى لذا تشعر والدته أنه «سندها ورجل البيت» لذا كنت عندما أتدلل عليه أمامها أو أتمادى فى الهزار ألاحظ تغير ملامحها وتعليقاتها على تصرفاتى، وبعد فترة وجدت زوجى يلتفت إلى ذلك.. اختلفنا كثيرا ولكن أخيرا تخلصت من هذا الصداع ومنعت نفسى من الهزار معه أمام أهله، لكن ما كان يضايقنى أننى لاحظت أنه يتعمد إهمالى أمامهم ومعاملتى بجفاء لا أجد له مبرراً. وتقول ناجيه إسحاق أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: نحن محكومون بموروثات ثقافية واجتماعية يحاول الرجل تطبيقها حتى لا يتهم من جانب أهله بأنه أخل بها، كما يرغب دائما أن يوصف بالرجولة وهى من وجهة نظر الأهل أن يتعامل بحزم مع زوجته، وألا يبدو فى صورة مطيع لها أو متغاض عن تصرفاتها. حل هذه الأزمة هو الاتفاق المسبق بين الزوجين على أسلوب المعاملة داخل المنزل وخارجه، مع الأخذ فى الاعتبار أن الزوجة قد تشعر بضيق بسبب وضع إطار للتعامل مع زوجها، إلا أن الحب والتفاهم قادران على أن تتقبل الزوجة هذا الوضع فى سبيل إرضائه.