تماماً مثل أحداث فيلم «أرض النفاق» رائعة يوسف السباعى الخالدة جاءت وقائع فيلم عودة سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة لمنصبه من جديد بعد صدور حكم قضائى آخر يؤكد أحقيته فى العودة، والغريب أن الحكم جاء لأسباب قانونية وليس للأسباب التى استبعد على أساسها زاهر، أى جاء بسبب بعض القصور الذى شاب تنفيذ الحكم، ما علينا.. المهم أن زاهر عاد من جديد.. فهل ستشهد عودته جديداً، خصوصاً أنه دخل اتحاد الكرة بزفة بلدى ورقص وطبل وزمر مثلما حدث تماماً بعد نجاحه فى المرة الأخيرة، ولكننا وبكل أسف مازلنا نعيش هذه الزفة حتى الآن، لأنه يبدو أن الأفراح وزفات الدفوف تشغل زاهر ورجاله أكثر من الشغل الأساسى، وإدارة الاتحاد، ودعونا بعيداً عن زفة زاهر إلى كرسى الاتحاد من جديد نفكر ما الذى سيحدث خلال الأيام القادمة.. لأن ما حدث طوال الأيام الماضية يجعلنا نفكر مثلاً فى موقف هانى أبوريدة، وهل سيعود إلى منصب نائب الرئيس بعد أن تذوق ولو فترة قصيرة حلاوة وطعم منصب الرئاسة، بل إنه نجح فى أيام قليلة فى رفع الإيقاف عن إبراهيم حسن مدير الكرة بالزمالك من اتحاد شمال أفريقيا، والأكثر من ذلك أنه قرر العودة للمشاركة فى نشاطات هذا الاتحاد عكس زاهر، الذى اتخذ قراراً من نفس الاتحاد وبنفس الأشخاص لمقاطعة كل بطولات شمال أفريقيا. أيضاً السؤال: هل سيجيب زاهر على ما طرحه نفس اتحاد الكرة الذى يرأسه زاهر الآن، ولكن منذ أيام، بأن الاتحاد مدين بمبلغ 16 مليون جنيه وأنه يستنجد بحسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة لإعانته، وأن صقر وبناء على علاقته الطيبة مع أبوريدة كان على وشك صرف مبلغ مالى كبير لاتحاد الكرة، فهل سيتراجع صقر عن قراره، خصوصاً أن الجميع يعلم أن العلاقة متوترة للغاية بين صقر وزاهر، وأسئلة أخرى مطالب زاهر بالإجابة عليها مثل: ماذا سيفعل زاهر مع من هللوا وفرحوا من داخل الاتحاد لاستبعاده، رغم أنهم اليوم يرقصون ويغنون فى استقباله على باب الجبلاية؟ فهل سيبدأ زاهر فى تصفية الحسابات داخل الاتحاد من جديد؟ وهل سيعاود زاهر إعطاء صلاحيات التسويق والبث الفضائى لمحمود طاهر بعد أن قرر هانى أبوريدة أن يعمل بنظام الإدارات، فأعطى كل إدارة حريتها فى العمل داخل الاتحاد؟ فهل سيرضى هذا الأمر زاهر؟ أيضاً ماذا سيفعل زاهر مع قصة الهيكل المزعوم للإدارة داخل اتحاد الكرة، التى طال الحديث فيها لدرجة أنها تذكرنى بقصة تمثال رمسيس الذى نقلوه فى زفة كبيرة تشبه زفة سمير زاهر إلى الهرم، ووعدونا وقتها بأن التمثال سيقام حوله متحف عالمى، وكل ذلك فى غضون سنوات قليلة ومرت سنوات وراء سنوات، ومازال التمثال حبيساً لا يرى النور تماماً مثل مشروع هيكلة سمير زاهر لاتحاد الكرة المصرى، ويبدو أننا نحنُّ بشدة للماضى وللفراعنة، لذلك أرادوا جميعاً أن نستمر على نهج رمسيس الأول. وسؤال أيضاً: ماذا سيفعل زاهر للرد على المخالفات التى مازالت قيد التحقيق فى نيابة الأموال العامة، هل سيستمر فى جمع بعض المبالغ من الرفاق والأصدقاء لسد العجز وإغلاق هذا الملف الذى يعتبر الأخير الذى يؤرق الرجل وبشده على مقعده، وإن كانت تطمينات زملائه من أن الموقف المالى سليم تماماً تريح الرجل أحياناً: والسؤال أيضاً: هل يمكن أن يعيد زاهر الهيبة من جديد لاتحاد الكرة بعد أن اهتزت وبشدة طوال الفترة الأخيرة؟ وهل ينجح فى فرض النظام على حجرة الاجتماعات داخل مجلس الإدارة، خصوصاً أن الأعضاء انقسموا شيعاً وأحزاباً، وأرجو ألا يخرجوا علينا نافين هذا الكلام لأننا شهدنا طوال الأيام الماضية صراعاً عبر القنوات والصحف على منصب نائب الرئيس بين عبدالغنى والهوارى وأيمن يونس ووصل الاشتباك إلى أقصى مراحله، ولولا الحكم القضائى بعودة زاهر لحدث ما لا يحمد عقباه؟ والسؤال أيضاً: من سيحصل على مكافأة الولاء والانتماء من أعضاء الاتحاد ورؤساء اللجان وموظفى الاتحاد من زاهر؟ ومن سيصعد إلى أعلى، ومن سيخسف به زاهر الأرض عقاباً له على مساندة نائبه أبوريدة؟ الأسئلة كثيرة والإجابات غامضة لأنه لا يعرفها إلا شخص واحد هو سمير زاهر، ولكن المؤكد الآن أن كبار رجال الدولة لا شأن لهم بما يحدث داخل الاتحاد عكس ما أشاع زاهر دوماً من أنه مسنود منهم، وإلا ما كان الحكم القضائى باستبعاده ثم الحكم القضائى بعودته، وهو ما يؤكد أن قضاء مصر حر ونزيه، وأن أحكامه دائماً تأتى نتيجة قناعاته مهما اختلفنا معها أو عليها، ولكنها رؤية وقناعة وجب علينا احترامها وتقديرها، فالقضاء له قدسيته، ولكننا فى النهاية نتساءل: متى سنظل هكذا ندور فى دوامة المحاكم والقضايا والنيابات؟ ومتى ستظهر علينا المحكمة الرياضية التى نلجأ إليها بعيداً عن القضاء العادى، ومتى ستتحسن الصورة عن الرياضة فى مصر، وهى المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس القومى للرياضة ولجنة الشباب بمجلس الشعب من أجل الإسراع بتعديل بعض بنود القانون لأنه من الواضح أن قصة تغيير القانون بالكامل فى غاية الصعوبة، ولذلك أناشد المهندس حسن صقر أن يبادر الآن بتقديم مشروع خاص بالمحكمة الرياضية إلى مجلس الشعب الجديد أسوة بمحكمة الأسرة والمحاكم الاقتصادية والتى أثبتت نجاحها، وذلك بعد انتشار القضايا الرياضية بشكل مثير، فما من انتخابات داخل ناد أو اتحاد أو حتى مركز شباب إلا ونجدها أمام المحاكم، والغريب أن معظم الأحكام تعيد الأمور إلى نقطة الصفر من جديد لأن القاضى يحكم من خلال أوراق وقناعات بعيداً عن أى حسابات، لذلك أكرر المناشدة لصقر من جديد بالإسراع فى تقديم هذا التعديل لأنه راحة له ولكل أفراد المنظومة الرياضية فى مصر، وأعيد مطالبتى لزاهر بأن يعطى الاتحاد حقه التام فى العمل كاتحاد محترف بعيداً عن الميول والحسابات الشخصية لأن اتحاد الكرة ليس ملكاً لشخص، بل هو للجميع ورغم قناعاتنا بأنه حدثت طفرة فى نتائج المنتخب الأول وهو ما نؤكد عليه جميعاً، إلا أننا أيضاً نؤكد أن المنظومة الإدارية بالكامل داخل اتحاد الكرة أصابها الخلل والضعف الشديد طوال العامين الماضيين، وإن استمر العمل بنفس الطريقة فسنصل إلى مرحلة صعبة جداً قد لا يجدى معها أى علاج خصوصاً فى ظل أفراح سمير زاهر بالعودة وحفلات التكريم والزفة البلدى التى ستكون فى انتظاره طوال الأيام القادمة. ■ ■ ■ من جديد لا جديد، الأهلى بطل السوبر على حساب الحدود بهدف للنجم المتألق والعائد بقوة محمد أبوتريكة وهو فوز استحقه الأهلى ليرفع رصيده من بطولات السوبر إلى ست بطولات من أصل عشر أقيمت فى مصر، وليؤكد الأهلى مبكراً جداً أن الموسم الجديد غالباً سيكون أحمر اللون وليجنى الأهلى ثمار الاستقرار والهدوء الإدارى الذى يتمتع به ويدب فى كل أرجاء القلعة الحمراء، وهو حديث أصبح مكرراً ومعاداً، أن نتكلم عن الاستقرار، ولكن فقط استوقفنى مشهد قد يكون غاب عن الكثيرين أثناء مراسم تسليم كأس السوبر، فلم أرى أعضاء مجلس إدارة الأهلى وهم يتقاتلون عن أجل الظهور فى الصورة وتسليم الكأس فى أرض الملعب، بل إن العكس هو ما حدث فمثلاً غاب حسن حمدى والخطيب من المباراة، واكتفيا بالاجتماع مع اللاعبين ليلة المباراة بمعسكرهم، وحثهم على الفوز، وأيضاً رفض كل أعضاء المجلس النزول إلى أرض الملعب لتسليم الكأس والظهور أمام عدسات التليفزيون، ثم قرروا أخيراً أن ينوب عنهم زميلهم إبراهيم صالح فى لقطة تعنى الكثير، ولعلى أتذكر مشهد أحد الإداريين فى ناد كبير وهو يضرب مسؤولاً فى الاتحاد العربى للكرة بالبوكس فى وجهه عندما طلب منه ألا يدخل أرض الملعب لأن رئيس النادى متواجد والبروتوكول واضح، فما كان منه إلا أن سقط على الأرض بعد البوكس القوى فى وجهه، ولا أنسى أيضاً مشهد مجلس إدارة أحد الأندية الكبرى وهو يقف بكامل هيئته داخل أرض الملعب لتسليم الفريق كأس إحدى البطولات، ووقتها شاهدناهم عبر شاشات التليفزيون وهم يتسابقون للظهور أمام الكاميرا وإلتقاط الصور التذكارية مع أن البروتوكول أيضاً لا يسمح إلا بتواجد شخص رئيس النادى الذى كان موجوداً، ولكنه كان فقد نفد السيطرة تماماً على زمام الأمور فانفلت الأمر منه وكانت بداية الانهيار، لذلك لا أملك سوى أن أحيى الأهلى ومجلس إدارته ولاعبيه على المشهد الجميل فى كل شىء داخل الملعب وخارجه. أيضاً أحيى وأصفق للمدرب حسام البدرى والمدير هادى خشبة وباقى الفريق المعاون لهما فقد قادا الأهلى بهدوء شديد للانتصارات وأثبتا أن مصر بها الكثير من النجاحات، ويبدو أنها ستستمر معهما لفترة ليست بالقصيرة، ولا أنسى تقديم وافر الشكر للنجم طارق العشرى مدرب حرس الحدود الذى يثبت اليوم تلو الآخر أنه مدرب من العيار الثقيل، وأيضاً إنسان ذو خلق رائع، فهو أول من يحيى المنافسين له عقب اللقاء أيا كانت النتيجة فوزاً أو خسارة، وهو أيضاً من تحمل المسؤولية بجدارة فأثبت وجوده، ونجح فى فرض احترام المدرب المصرى من خلال نجاحاته اللامحدودة مع حرس الحدود، أما التحية الكبرى فهى لاثنين من اللاعبين هما حسام غالى أو «الأسطى» الذى عاد متألقاً لصفوف الفريق من جديد، ورغم شعوره ببعض الغربة إلا أنه من الواضح أنه سيتأقلم سريعاً جداً مع فريقه، خصوصاً أنه يحمل شارة القيادة، ثم تحية خاصة للشاب الصغير جداً صاحب ال 35 ربيعاً أحمد حسن الذى كسر كل حواجز السن، وأثبت أن الاحتراف والاحترام هما الأساس، لذلك نشعر به دائماً كأنه شاب فى سن العشرين، لذلك وجهت له ومعه أيضاً محمد بركات تحية خاصة ولجميع نجوم الأهلى وجماهيرهم وألف مبروك.