«القلب يحب مرة.. ما يحبش مرتين».. كلمات رقيقة من أغنية لطيفة للفنانة شادية، تُقر فيها بحقيقة يقبلها البعض ويرفضها آخرون كثيرون، وهى «الحب المتعدد»، فهل يستطيع قلب الرجل الشرقى أن يتسع لأكثر من امرأة وهل من الممكن للمرأة أن تحب أكثر من رجل؟! تقول الدكتورة نادية رضوان، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: الوضع الطبيعى للرجل أو المرأة هو وحدانية العواطف، فالحب هو شىء من التملك والانصهار بين الطرفين، والدليل على ذلك أن الله عز وجل خلق آدم واحداً وحواء واحدة.. أما ما يحدث حاليا فى المجتمع فهو يرجع إلى أن ميراث الثقافة الشرقية أعطى الرجل الحق فى تملك المرأة، وحرية الاختيار والتنقل والجمع بين أكثر من امرأة سواء فى العلاقات الاجتماعية أو الزواج، وللأسف، فإن المسلسلات والأفلام تروج لهذا الفهم، بدلا من محاربته. الرجل من ناحيته، يبحث دائما عن الجديد ويستغل حاجة المرأة اقتصاديا ويجد ضالته فى الارتباط بامرأة جديدة وعادة ما تكون أقل منه من الناحية المادية، أما المرأة خاصة التى لا تعانى من مشاكل مادية فنادرا ما تقبل أن تقيم علاقة مع رجل متزوج وإذا حدث هذا، فلا شك أنه إما أن يكون حبا زائفا أو وراءه غرض أو مصلحة، فالرجل لا يرضى بأن يشاركه أحد فى زوجته، فكيف ترضى المرأة أن يشاركها أحد فى زوجها مع العلم بأن الغريزة الجنسية لدى المرأة أقوى بكثير من الرجل وهو ما يحتم عليها الاحتفاظ بزوجها وعدم السماح لأخرى بمشاركتها فيه؟! وطبقا لإحصائية صدرت عام 2006 عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فإنه يوجد بمصر ما يقرب من 183 ألف رجل فقط متزوجين بأكثر من امرأة وهذه نسبة ضعيفة جدا إذا قمنا بتنقيحها من الحالات التى لها ظروف تقتضى الجمع بين أكثر من امرأة. وتقول د.نادية حسن قاسم، استشارى العلاقات الأسرية: الرجل يمكن أن يحب أكثر من امرأة وبالمثل المرأة، ولكن ليس بالشكل المطلق كالرجل، فالزوج الذى يترك زوجته أو يحاول الارتباط بأخرى معها إما أنه كان يرسم لزوجته صورة خيالية قبل الزواج، ثم اتضح له عكس ما كان يتصوره بعد الزواج، وإما أنه كان معجباً بنمط معين فيها فحصلت له عملية إشباع، ليبدأ البحث عن امرأة جديدة، وهذا لا ينطبق على الرجل فقط بل على المرأة أيضا لكن بصورة مختلفة، فالمرأة مرتبطة بسياق اجتماعى معين والأكثر من ذلك أنها أم، ما يدفعها للتنازل عن أشياء كثيرة من أجل الحفاظ على استقرار الأسرة. كما أن عدم قيام مؤسسات المجتمع بطرح هذه القضايا للمناقشة وتراجع دور الأسرة فى التوعية، تسببا كثيرا فى انتشارها. ويقول الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف: الشرع أجاز للرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة وذلك لظروف شرعية، أما المرأة فلا يجوز لها ذلك والنص القرآنى صريح حيث قال تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) وبالنسبة للعدل المذكور فى الآية المقصود به عدل فى الأمور المعيشية كالإنفاق والمأكل والمشرب والملبس، أما بالنسبة للعدل فى الحب بنفس الدرجة فهذا مستحيل والدليل على ذلك قوله تعالى (ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم). ويرجع اختلاف حب الرجل لزوجاته إلى اختلاف المهارات والكفاءات التى تتمتع بها كل واحدة منهن، أما بالنسبة للمرأة فنظرا لطبيعتها التى خلقها الله عليها فهى لا يمكن أن تبادل رجلا آخر غير زوجها مشاعر الحب.
