قال عدد من قيادات الأحزاب والخبراء السياسيين، إن طرح الإخوان فكرة مقاطعة انتخابات مجلس الشعب المقبلة للمناقشة داخل مؤسسات الجماعة، مجرد ورقة ضغط لدفع النظام للتحاور معهم، والحصول على عدد من المقاعد البرلمانية مثلما حدث عام 2005. قال المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد: إن الإخوان لو قاطعوا الانتخابات سيخسرون كثيراً، لأن أهم شىء لدى المعارضة هو التواجد فى الشارع من خلال الانتخابات، وحزب الوفد سبق أن قاطعها، وكانت خسارته كبيرة جداً. وشكك الطويل، فى إمكانية اتخاذ الإخوان لهذا القرار لأن أغلبية أحزاب المعارضة ستشارك، وبهذا يكون الهدف من طرح قرار المقاطعة هو الضغط على النظام، خاصة أن نسبة الإخوان فى الشارع لا تزيد على 1٪. واستبعد نبيل زكى، المتحدث الرسمى لحزب التجمع، إمكانية توصل الإخوان لمثل هذا القرار بشكل منفرد، وقال: لو قررت الأحزاب الرئيسية المشاركة فى الانتخابات فلن يكون لقرار المقاطعة قيمة، لكنه يكون مفيدا لو اتفق عليه الجميع. واعتبر الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصرى، مقاطعة الإخوان للانتخابات بمثابة تخندق تحت الأرض وحكم على أنفسهم بأن يكونوا تنظيماً سرياً، لأن أى مقاطعة فى الظروف الحالية لن تؤثر على سير العملية الانتخابية. وقال ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى، إن بحث الإخوان فكرة المقاطعة للانتخابات مجرد جس نبض من الجماعة للحكومة، ولو علمت أن النظام سيسمح لها بالفوز بعدد من المقاعد ستخوض الانتخابات. وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إن تصريح «الإخوان» بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب، بمثابة بالون اختبار، وأنهم يعبرون عن موقفهم بأكثر من رأى، لأنهم بارعون فى ضبط بصلتهم السياسية على جميع الاتجاهات. وقال فؤاد بدراوى نائب رئيس حزب الوفد، إن وجود «الإخوان» أو مقاطعتهم ل«الانتخابات لن يؤثر على المناخ السياسى فى الشارع بالسلب أو الإيجاب. وقالت جميلة إسماعيل عضو الهيئة العليا لحزب الغد، جبهة نور إن الحضور الكثيف ل«الإخوان» خلال اجتماع الجمعية الوطنية للتغيير فى بداية شهر يونيو الماضى، استهدف دراسة جدوى مقاطعة الانتخابات. وأكد الدكتور حسن نافعة، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، أن قرار المقاطعة من قبل القوى الوطنية المشاركة فى الجمعية الوطنية للتغيير ومنهم «الإخوان» مازال قيد الدراسة ولفت إلى أن الحزب الوطنى يسعى لاستمالة وشراء أحزاب الوفد والتجمع والناصرى ل«خوض» الانتخابات وإظهارهم كمنافسين لكنه يريدهم «ديكوراً سياسياً». وأضاف «الإخوان» وحدهم لن يغيروا شيئاً وكذا الجمعية الوطنية وأكد أن توحيد المواقف والجبهات هو الذى سيغير السياسة الفاسدة ل«النظام». وقال الدكتور ضياء رشوان، الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية، بمركز الأهرام للدراسات، إن الجماعة لن تقاطع الانتخابات لأنها سبق وقاطعتها عام 90 وكان هذا ضمن تحالف واسع مع قوى المعارضة ولم يحققوا مكاسب. وقال الدكتور عمار على حسن، أستاذ الاجتماع السياسى، إن الإخوان لديهم قرار استراتيجى بعدم مقاطعة أى انتخابات بداية من اتحادات الطلاب وحتى الانتخابات البرلمانية، والتهديد حتى الآن يعتبر ورقة ضغط على النظام ليقدم ضمانات لانتخابات تتمتع بقدر معقول من الشفافية والنزاهة، وفتح حوار مع الجماعة حول الانتخابات المقبلة على غرار انتخابات 2005. فى المقابل أيد النائب حمدين صباحى، وكيل مؤسسى حزب الكرامة «تحت التأسيس» قرار المقاطعة، وقال أوافق على هذا القرار لأننا كقوى سياسية نخوض الانتخابات بلا ضمانات. من جانبه قال جمال حشمت عضو مجلس شورى الجماعة إن المقاطعة تستهدف تحريك الحياة السياسية الراكدة، وإذا أجمعت عليها القوى السياسية ستفضح النظام وأسلوبه فى إدارة البلاد.