«صعد من يستحق» هو عنوان المجموعة الثالثة، فعلى الرغم من الأداء الباهت لمنتخبى إنجلترا وأمريكا خلال أول جولتين، فإنهما الأجدر والأحق بكل الحسابات للصعود على حساب سلوفينيا التى كانت الأقرب للصعود من الناحية النظرية، والجزائر الذى لم يقدم شيئاً يذكر خلال مبارياته الثلاث كى يشفع له فى مجرد التشبث بأمل مناطحة الكبار فى دور ال16. وبالنظر إلى مباراة أمريكا والجزائر نجد أن أمريكا كانت الأفضل فنياً وبدنياً، ونجح بوب برادلى، المدير الفنى، فى فرض أسلوب لعبه تماماً على المباراة، ونجح فى شل حركة وعقل وتفكير رابح سعدان، المدير الفنى الجزائرى، الذى لم تظهر بصماته على فريقه، وكانت الجزائر تستحق الخسارة على يديه بأربعة أهداف نظيفة على الأقل، لولا التألق غير العادى للحارس الجزائرى موبلحى الذى يستحق أن يكون رجل المباراة الأول، وافتقر سعدان للتخطيط التكتيكى والقراءة الجيدة للمباراة، وتناسى أنه يلاقى فريقاً يضم أقوى اللاعبين بدنياً وجسمانياً، وفريقاً يلعب حتى آخر دقيقة بنفس الروح القتالية، وترك سعدان ولاعبوه المساحات والشوارع الفسيحة فى المنطقة الخلفية، خصوصاً من الجهة اليمنى التى شنت أمريكا عن طريقها العديد من الكرات الخطرة على مرمى موبلحى الذى تصدى لها باقتدار، وعاب لاعبو الجزائر اللعب الفردى والأنانية والعشوائية الهجومية، وتأثرهم بعدم وجود القيادة الفنية من خارج الملعب، على الرغم من وجود عناصر مميزة بالمنتخب الجزائرى كان بمقدورها أن تصنع شيئاً فى هذه البطولة لو كان لديهم مدير فنى آخر بمقدوره إضافة طابع اللعب الجماعى. وبالنظر إلى لاعبى الجزائر نجد أن جميعهم لم يكن فى مستواه خلال المباراة، خصوصاً الثلاثى كريم مطمور وكريم زيانى ونذير بلحاج وكانوا بعيدين تماماً عن حالتهم الفنية والبدنية ولم يستطيعوا مجاراة لاعبى المنتخب الأمريكى. كل العوامل السلبية فى المنتخب الجزائرى لا تقلل من أداء المنتخب الأمريكى الذى أتوقع أن يكون أفضل فرق دور ال16 والصعود لدور الثمانية، خصوصاً أن لاعبيه الأفضل بدنياً على الإطلاق بين فرق البطولة، والدليل على ذلك المستوى الرائع الذى ظهروا به أمام إنجلترا وسلوفينيا والجزائر وعدم افتقاد لاعبيه الأمل حتى اللحظات الأخيرة، ولكن ما يؤخذ على المنتخب الأمريكى هو عدم وجود نجوم مميزين بين صفوفه يصنعون الفارق ويضيفون المتعة على أدائه ولكن لياقتهم البدنية العالية تؤهلهم لمناطحة أكبر المنتخبات والدليل على ذلك عدم تمكن المنتخب الإنجليزى من الفوز عليهم فى أولى مباريات المجموعة. وفى مباراة إنجلترا وسلوفينيا كشر المنتخب الإنجليزى عن أنيابه بعدما أصبح قاب قوسين أو أدنى للخروج من البطولة، فوجدنا فريقاً آخر غير الذى شاهدناه أمام أمريكا والجزائر، حيث اعتقدت إنجلترا فى أول مباراتين أنها جاءت لجنوب أفريقيا للتنزه وأن مواجهتها مع أمريكا والجزائر وسلوفينيا ستكون أسهل ما تكون، ولكنها اصطدمت بواقع مرير، فلم تجد أمامها فى مباراة أمس الأول، إلا اللعب بجدية أو وداع البطولة مبكراً. تخلت إنجلترا فى المباراة عن الكرات العالية التى كانت تؤخذ عليها فى المباراتين السابقتين وشنت الهجمات من الأطراف، خصوصاً الجهة اليمنى التى ميزت الفريق كثيراً، ولو كان «رونى» فى حالته لأحرز بمفرده ثلاثة أهداف على الأقل، وفى المقابل خسرت سلوفينيا وودعت البطولة مبكراً بعدما كانت الأقرب نظرياً للصعود لدور ال16 ولعب فارق الخبرة دوراً كبيراً فى خروجها من البطولة، ولكنها تركت ذكرى طيبة بعدما فازت على الجزائر وتعادلت مع أمريكا، ويبقى أن نشير إلى أن المجموعة الثالثة غاب عنها المهاجمون القناصون ويجب أن نطلق عليها مجموعة الفرص الضائعة.