تحولت «سوق التونسى» التى التهمتها النيران، أمس الأول، إلى تلال من الانقاض وكومة من الرماد، تأججت أسفلها نيران غضب التجار المنكوبين، عدد منهم هدد بقطع طريق الأوتوستراد إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم وتعويضهم عن الكارثة التى لحقت بهم. أصحاب المحال والمفروشات حضروا منذ الصباح الباكر وبصحبتهم سيارات نقل كبيرة لحمل ما تبقى من بضاعتهم، على خلفية تحذيرات من مسؤولين بمحافظة القاهرة لهم، بمصادرة بضاعتهم، إذا تبقى منها شىء حتى صباح اليوم «الخميس»، وذلك لصدور قرار بنقل السوق خوفا من انهيار الكوبرى. ووقف عدد كبير من المواطنين يشاهدون بقايا الحريق الذى أتى على كل شىء، فيما استمر تصاعد الأدخنة وانتشار رائحة الحريق، وفرض رجال الأمن كردونا أمنيا حول المكان، واختفى مسؤولو المحافظة، وتولى عدد من ضباط قطاع أمن القاهرة حصر الخسائر وحدثت مشادات بين المضارين والقائمين بالحصر، انتهت بهتافات ضد المحافظ عبدالعظيم وزير، وطالبوا بحضوره لحل مشاكلهم، وقرروا أنهم لن يغادروا المكان حتى لو فقدوا حياتهم، إلا إذا تم حل مشكلاتهم لعدم وجود مصدر لرزقهم سوى هذه السوق.. «المصرى اليوم» كانت هناك وتابعت التفاصيل. عند الاقتراب من المنطقة ترى رجال الأمن منتشرين فى المكان، يمنعون سيارات النقل والميكروباص من صعود الكوبرى خوفا من انهياره، بعدما أكدت اللجنة الهندسية، مساء أمس الأول، فى تقريرها المبدئى أن الكوبرى معرض للانهيار فى أى وقت. أصحاب المحال والأكشاك المضارة قالوا إن المسؤولين فى المحافظة حضروا وحذروا من وضع بضاعة فى المكان، وإن لديهم مهلة يوماً واحداً فقط، بعده ستتم مصادرة أى بضاعة فى السوق. الحال لم يتغير كثيرا عن أمس الأول، وتم إنشاء مصدات للحد من سرعة السيارات مع الاستمرار فى منع «النقل» و«السيرفيس» من السير فوق الكوبرى.. قوة من رجال الدفاع المدنى تواصل عمليات التبريد خوفا من تجدد اشتعال النيران. أصحاب المحال المحترقة تجمعوا بأعداد كبيرة، صحبتهم سيارات وضعوا عليها بضائعهم المحترقة، وبحثوا عن أى مسؤول يخبرهم إلى أى مكان يتوجهون بها بعد قرار نقل السوق. رجال المرور وضعوا حواجز حديدية إلى جوار الأماكن التى تهدمت من السور، ومنع رجال الشرطة المارة الذين يصعدون لمشاهدة السوق المحترقة، وحضرت لجنة هندسية لمعاينة الكوبرى وآثار الحريق، ومعها لودر صغير لتفقد الأعمدة الخرسانية، وبيان ما إذا كان الأمر يتطلب هدمه من عدمه، وإعداد تقرير بذلك. عدد من المضارين تجمعوا حولهم لاعتقادهم أنهم من الحى حضروا لحصر الخسائر، وعندما اكتشفوا الحقيقة عادوا لأماكنهم وسط البضائع المحترقة. وقال أحدهم إنه حضر مساء أمس إلى المكان لفرش بضاعته وفوجئ باحتراق المكان بالكامل وبضاعته التى تقدر بأكثر من 200 ألف جنيه، وأنه سيواجه السجن بسبب شيكات حررها لأحد تجار السيراميك، وتابع: أنتظر أى تعويض من المحافظة، وقال: إن موقف المسؤولين الذين حضروا يوم الحريق لا يبشر بخير. وافترش الأهالى وأصحاب المحال أسفل الكوبرى لمتابعة الموقف فى حسرة وحزن، يبحثون موقفهم والمكان الذى سيتم تحديده لنقل السوق. وقال عدد منهم إنه إذا لم تحدد المحافظة المكان الجديد والتعويضات فسيقطعون طريق الأوتوستراد إضافة إلى التجمهر أمام المحافظة كى يلتفت إليهم المسؤولون ويهتموا بأمرهم.
