ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفى عنان لابد أن يتوصل لعقد اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع حد للفظائع المقززة التى يرتكبها الجيش السوري. وأشارت الصحيفة الأمريكية -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن "الشيطان" في ذهن عنان هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وليس الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن عنان يسعى لتحقيق ذلك من خلال اتباع استراتيجية يائسة تركزت على الرئيس الروسي. واعتبرت الصحيفة أن عنان الذي يعتقد أن وعود الأسد لاقيمة لها، مستمر في التمسك بخطته الأممية لصنع السلام من أجل إعطاء الأسد ما يكفي من الحبال لشنق نفسه، لافتة إلى انتظار عنان للحظة التي لن يستطيع حتى بوتين أن يكون قادرًا على تحمل العار الذي سيلحق به نتيجة لمساعدته وتحريضه على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية التي أمر بها تلميذه في دمشق. واعتقدت أن مراهنة عنان على عقد صفقة مع الشيطان لن تنجح، فحتى لو وافق بوتين على عقد صفقة، فإنه لن يستطيع مع ذلك إجبار الأسد على ترك السلطة الذي لن يتركها ليحافظ على نظامه وعلى طائفته من العلوية. وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن النموذج اليمنى الذى أطاح بالرئيس على عبدالله صالح فى فبراير الماضى يعد أفضل نموذج يمكن تطبيقه بالنسبة لسوريا والذى سيجعل كلا من الولاياتالمتحدةوروسيا توافقان على قائمة تحتوى على عدد من الجنرلات السوريين لتولى السلطة، ويتعهدون بصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات لصنع السلام مع المعارضة التي كانت تقمع على مدى 18 شهرًا. ورجحت الصحيفة أنه بالرغم من خيبات الأمل وأوجه القصور فى سجل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في السياسة الخارجية، إلا أنه يبدو أنه القائد المقبل نظرًا لغياب المبادرات الروسية الجدية في السياسة العالمية لمدة 10 سنوات، إضافة إلى أنه لا يوجد من يصغي بجدية إلى حديث بوتين في الشئون الدولية سواء من الديكتاتوريين الذين يستخدمون أسلحته للبقاء في السلطة أو حتى النظام الإيراني الذي يلاحق طموحاته النووية. وأردفت الصحيفة تقول "إن المفارقة التاريخية أواليأس الذى جعل من بوتين البديل لعقد صفقة نابع من حقيقيتين قاسيتين تتمثلان في أن موقف الأسد الداخلى ضعيف ليسمح له بوضع أى شخص آخر لتولى المسئولية، فضلا عن أن مغادرته إلى موسكو أمر ضرورى لوقف القتال. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى الحقيقة الثانية وهى أن الولاياتالمتحدة وأوروبا وتركيا وجامعة الدول العربية لن يتدخلوا عسكريًا للإطاحة بالأسد من خلال فرض مبدأ مسئولية المجتمع الدولى للحماية والذى طبق بتأثير كبير فى ليبيا، لافتة إلى أن تركيا هى المفتاح الرئيسى فى تحديد ما إذا كان التدخل الإنسانى يمكن أن ينجح في سوريا أم لا، ولكن الحكومة المدنية فى أنقرة لا تثق فى ولاء جيشها بما يكفى لإعطائه مسئوليات جديدة ومهمة. أما بالنسبة للسخرية التى قد تكمن وراء أن البديل هو الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فتتمثل فى أن روسيا تعد خبيرًا فى الثورة المضادة، التي اعتنقها الأسد بوحشية، مشيرة إلى أن بوتين كان الذى كشف الثورة الروسية لعام 1990، والتى على ما يبدو أنها كانت بمثابة بدء حقبة جديدة من التوسع المستمر لحرية المضطهدين فى العالم. وخلصت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية إلى أن الثورة المضادة أصبحت القوة السياسية المهيمنة في عصرنا كما نرى في العديد من الدول من أوكرانيا وروسياالبيضاء واليمن ومصر وسوريا، في حين أن تونس وليبيا لم تنته كلا منهما من مرحلة التحول السياسى، فى الوقت أيضا الذي عادت فيه بعض الأنظمة الاستبدادية في أماكن أخرى لإخماد ثورة الحريات كما وعدت، مشيرة إلى أن الإنجاز الأكثر أهمية لمهمة كوفى عنان سيتحدد بمتى وكيف، وقتما يقرر هو وضع حد لإنهاء ذلك.