فى تقرير للباحث الإسرائيلي والخبير فى الشئون الشرق أوسطية "بنحاس عنبري" حذر من تحول حركة "حماس" لجناح مسلح أو ميليشية عسكرية تابعة ل"الإخوان المسملون"، خاصة بعد الخطوات التى قام بها المجلس العسكري مؤخرًا وسحب صلاحيات الرئيس القادم حتى صياغة الدستور الجديد، ويرى أن تلك الخطوات ألزمت "الإخوان" أن تنظم نفسها من الناحية العسكرية أيضًا وليس فقط السياسية. وقال "عنبري" إن ظاهرة الميليشيات -التى تشكل الذراع العسكرية للأحزاب الإسلامية السياسية- انتشرت للغاية فى دول العالم الإسلامي، مثل قوات الحرس الثورى الإيرانية وسراي القدس فى إيران، أو كتائب القسام التابعة لحكومة "إسماعيل هنية" فى غزة. ويري "عنبري" أن "الإخوان المسلمون" فى مصر تسير على اعتماد نموذج مشابه لذلك لأنهم يدركون أنهم قد يكتب عليهم التعامل أمام الجيش. وأوضح الباحث الإسرائيلي أن التغييرات التى تشهدها مصر حاليًا غيرت من وضع حركة "حماس"، وبالأحرى كشفت عن الطبيعة الحقيقية للحركة، حيث أصبحت حماس جزءًا لا يتجزء عن الوضع المصري أكثر من كونها حركة تنتمى للقومية الفلسطينية، أي أن أعين حماس باتت تتجه جنوبًا للقاهرة وليس تجاه "رام الله" فى الضفة الغربية. وأضاف "عنبري" خلال التقرير، الذي نشره فى المركز المقدسي للعلاقات العامة والسياسية، أن حماس بعد أن فقدت مكانها ومقرها فى العاصمة السورية دمشق بحثت عن بدائل، وكانت القاهرة أول اختيارتها. لكن خلال تلك الفترة طالبت جماعة "الإخوان المسلمون" من حماس تغيير طابعها العسكري والانتقال لنمظ سياسي منظم، لأن الإخوان اعتقدوا وقتها أن الطريق الآمن للاستيلاء على السلطة فى مصر هو عن طريق الانتخابات وبحسب تقديرات "عنبري"، فإنه يري أن "حماس" سيتم اعتبارها ميليشية "عسكرية" للإخوان على الأراضي المصرية، خاصة بعد أن تحولت غزة لبركان، وبدأت نيرانها تصل لأرض النيل. وأشار إلى ظاهرة أخرى، وهى ظهور تنظيم القاعدة فى سيناء، فحتى فترة قريبة لم يكن لها قاعدة مباشرة أمام إسرائيل يمكن محاربتها منها، وتنامت قوى القاعدة فى سيناء، وقال إن "الإخوان المسلمون" فى مصر قد عززوا من شعارات حركة "حماس" الداعية لتحرير القدس، وجعل القدس عاصمة للعالم الإسلامي تحت لواء الخلافة. القاعدة لن تختلف عن أجندة "الإخوان المسلمون" فى هذه الفكرة، وبالتالي يجب التعامل بحذر مع إشعارات القاعدة التى تخرج من مركزها الجديد فى سيناء.