"قاتل" خالد سعيد يواصل سقطاته ويغتال "الوردة" مواقع التواصل: " إحنا شعب رخيص.. طول ما الدم المصرى رخيص" "البلد دى مفهاش دفا.. يارب يكون ترابها براح".. كلمات تقشعر لها الأبدان، خاصة إذا علمت أن صاحبة هذه المقولة، لم تعلم إنها ستلقى ربها "شهيدة"، بعد عدة ساعات من سردها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".. شيماء الصباغ، مسؤول العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي، قتلت بأيدى تظن أنها "متخفية"، ولكنها "ظاهرة" لجميع العاشقين للحرية، استشهدت مدافعة عن مبدأ، أو كونها رأت أن الحرية تستدعى النضال، والوقوف ضد الظلم، ولو بباقة من الورود قطفتها من أجل مصر. تطبيق القانون "فرض"، واحترامه "واجب"، وكذلك الوقوف ضد الظلم، والفساد، وانتهاك الإنسانية، والنهب والقتل، ورفض الحكام الفاسدين، "حق للجميع"، أن تحتفل بذكرى ثورة مجيدة حطمت حواجز الخوف، واسقطت قائد الفساد الأول فى مصر، لمدة 30 عامًا، ترك لنا بعده "ذيوله" من الفاسدين يجهضون أحلام الحرية، وينهبون خيراته شعبه، ويقتلون حاملو الورود وكأنهم ليسوا بشر . ما هو الفرق بين أيقونة "25 يناير" خالد سعيد، شهيد الإسكندرية 2011، وأيقونة "الغضب"، شيماء الصباغ، شهيدة الإسكندرية 2015؟.. فى الحقيقة لا فرق سوى مرور 4 سنوات، عاد خلالهم من ثار عليهم الشعب إلى "مقاعدهم"، الجميع أحرار، نظام مبارك من قامت من أجله الثورة "براءة"، الثوار فى "السجون"، هذا كل الفرق، الفاسدين فى الخارج والثوار فى المعتقلات.. هل تكون شيماء الصباغ أيقونة أخرى، تشعل الغضب، وتستكمل مسيرة الثورة ضد من قتلوها، ومن سبقها إلى السماء، خالد سعيد، وعشرات الشهداء لم يقتص لهم حتى الآن، ومن أجل حرية رفقاء الميدان القابعين الآن خلف أسوار المعتقلات، بينما الفاسدين حصلوا على "البراءات". قبل وفاتها بساعات أجابت شيماء، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى، على سؤال صديقها:"المظاهرة بإذن من الداخلية ولا بدون؟" قائلة: "بدون مانا قولت قبل كدا...... ماخدناش تصريح بإجماع المكتب السياسى"، كما كتبت "شيماء" بتاريخ 14 يناير: "البلد دى بقت بتوجع.. ومفهاش دفا.. يارب يكون ترابها براح.. وحضن أرضها.. أوسع من سماها". شيماء.. "بأى ذنب قتلت" فى شهادة تتضمن رواية كاملة للحظات الأخيرة فى حياة عضوة حزب التحالف التحالف الشعبى، بعد اختراق طلق "خرطوش" لرأسها، خلال فض قوات الأمن لمسيرة لم يتجاوز عددها 100 شخص، تحمل لافتات "ورقية"، وورود من كل لون، فى اتجاهم إلى ميدان التحرير، تكريمًا لشهداء الثورة، تروى الصحفية نانسي عطية، شهادتها الخاصة حول وقائع مقتله: تقول عطية: "في شارع هدي شعراوي بوسط المدينة، الساعة الثالثة والنصف عصرًا ظهرت مسيرة رفعت لافتات تحمل شعار حزب التحالف الشعبي، لم يتجاوز عددها 100 شخص، متابعة: "بعد لحظات من انطلاقها، قامت قوات الشرطة بتحريك مدرعاتها باتجاه المسيرة وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، وأنا كنت في الشارع المجاور للمسيرة بجانب قهوة "زهرة البستان". وتضيف فى شهادتها التى كشفت عنها بعد الحادث مباشرة: "فجأة سمعت أصوات أعيرة نارية لا أعرف مصدرها، فجريت مرة أخري نحو شارع القهوة، كانت بنادق الشرطة في اتجاه المتظاهرين، لحظات ورأيت عددًا من الشباب يحملون نفس الفتاة، وقاموا بوضعها أمام القهوة وطلبوا مني مستغيثين بإسعافها باعتباري فتاة مثلها.. رأيت الفتاة كانت تنزف من رأسها بغزارة حاولت كبح النزيف بيدي لكني لم أستطع.. فتحت حقيبة يديها لمعرفة هويتها والاتصال بمعارفها فعلمت أن اسمها شيماء الصباغ، سيدة متزوجة من مدينة الإسكندرية، في هذه الأثناء رن هاتفها المحمول كان شخص اسمه حسام قلت له إن شيماء توفت، بعد أن وضعت يدي على رقبتها وتأكدت من توقف نبضها". كان الجميع يصرخ من حولي طالبًا سيارة إسعاف، وفي هذه الأثناء هاجمت قوات الشرطة أمامنا للقبض على من يوجد بالشارع، وقاموا بالقبض على عدد من الشباب والرجال الكبار وقاموا بسبهم بألفاظ نابية والاعتداء عليهم بالضرب.. وتركوا الفتاة تنزف حتى الموت وحدها على الرصيف. فاتت لحظات وأنا أصرخ ويدي تحاول وقف دماء شيماء، مطالبة المارة بسيارة إسعاف وأنا على يقين تام أنها قد رحلت عن الدنيا. رن هاتف شيماء مرة أخري، كانت فتاة طلبت مني التحدث لشيماء أكدت لها أنها توفيت وأبلغتني الفتاة بأنها واحدة من أعضاء حزب التحالف، وأكدت لي أن هناك بعض الشباب قادمين لها في الطريق. لحظات بعد أن تجمع حولي أنا وشيماء عدد من قوات الأمن بزي مدني يحملون أسلحة، جاءت سيارة أحمل رقمها بها رجلين وسيدة، رفعوا شيماء نحو السيارة وأسرعوا منطلقين إلى مستشفي الهلال، حسبما أكدوا لي. رحلت شيماء في السيارة وعادت قوات الأمن ومدرعات الشرطة بمسح محيط شارع طلعت حرب والشوارع المجاورة، تقبض علي الشباب المتناثر في الشارع بشكل عشوائي. ملحوظة: شيماء سيدة كانت لا تحمل بحقيبتها سوى 5 جنيهات وباسبور مصري وجهازين محمول ليس أكثر.. فبأي ذنب قتلت؟!. تعمل بحرفية، تتمسك بالقيم التقليدية، تطلع على كافة الشؤون الحياتية لجمع فكرة عن كل شيء، مُستقلة بقدر تجعلها ناجحة في حياتها، مسؤولة ومديرة جيدة، مُنضبطة، فكاهية، تحب الأسرة، والموسيقى، هي كل هذه الصفات وفقا لبرجها الذي ولدت فيه، شيماء الصباغ، مواليد 4 يناير عام 1983، وزوجة، وأم ل"بلال"، 6 سنوات ، وأخيرا شهيدة. البرادعى: "نفقد أغلى من فينا" مع دعوات النزول إلى الميدان، قالت عبر صفحتها الشخصية على "فيس بوك": "شكرًا لحزبي اللي فخورة بيه.. ومش مهتمه بأي كلام بيهد عزمتى.. ويقلل منه ومني.. فخورة بيكوا".. خرج عن صمته الطويل محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولة للطاقة الذرية، ونائب رئيس الجمهورية السابق، وأهم الداعين إلى ثورة 25 يناير، معلقا على وفاء شيماء، قائلاً: "نرى أقبح ما فينا ونفقد أغلى من فينا". وتساءل البرادعى، عبر حسابه على "تويتر": "متى سندرك أن العنف ليس حلاً، وأن وطنًا قائمًا على هيبة الإنسان هو الوطن الذى نبتغيه جميعًا". ومن جانبه أدان خالد علي، عضو الجبهة الإشتراكية، التعدى على المسيرة السلمية لحزب التحالف الشعبى الإشتراكى وإلقاء القبض على المشاركين. وأكد علي، أن تلك الأساليب لقوات الشرطة بها تجسيد حى لرعونة وهمجية أداء الشرطة. كما علق الإعلامي حمدي قنديل، على وفاة شيماء الصباغ، أمينة العمل الجماهيري بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في اشتباكات طلعت حرب، عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "الشرطة.. إجرام لا بد له من ردع". "الداخلية تتبرأ" من جانبها تبرأت وزارة الداخلية، من مقتل شيماء، قائلة وأوضحت وزارة الداخلية فى بيان لها، أن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغا يفيد بإصابة إحدى المشاركات فى هذا التجمع وتدعى شيماء الصّباغ، وتم نقلها على الفور إلى المستشفى لإسعافها إلا أنها توفيت متأثرة بإصابتها، مؤكدة أنها تكثف جهودها لكشف ظروف وملابسات الواقعة وضبط مرتكبيها. مواقع التواصل: "كلنا شيماء الصباغ" وعقب إعلان خبر استشهادها، اندلعت ثورة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، معلنين غضبهم من الاستخدام المفرض للقوة والعنف من جانب الداخلية تجاه المتظاهرين السلميين، وجاءت جميعها تحت هاشتاج "كلنا شيماء الصباغ". وكشفت بعض التعليقات الغاضبة، معارضة جميع مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي على أسلوب الشرطة في إستخدام الأسلحة النارية في فض التظاهرات، فيما سخر البعض من الحداد الذي أعلنت عنه الحكومة بعد وفاة العاهل السعودي، فجاءت التعليقات كالآتي" طبعا مافيش حداد على شيماء 7 أيام ولا نص يوم حتى .. عشان إحنا شعب رخيص .. طول ما الدم المصرى رخيص"، "اللي مدي شرطة فاشلة فاشية زي دي حق استخدام الخرطوش ضد متظاهرين سلميين هو القاتل الحقيقي".