أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ الغارات التي نفذها العدو الإسرائيلي على أهداف عدة في سوريا خلال السنوات الأخيرة «استهداف لمحور المقاومة»، وأنّ الرد عليها «أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت»، مؤكداً مرة جديدة استعداد المقاومة للدخول إلى الجليل في فلسطينالمحتلة. وأكّد نصرالله جاهزية حزب الله لمواجهة أيّ عدوان صهيوني محتمل على لبنان، مشيراً إلى أنّ الحزب يملك «كل أنواع الأسلحة». وقال نصرالله، في مقابلة مع قناة «الميادين» مساء اليوم، إنّ «القصف المتكرر الذي حصل على أهداف متنوعة في سوريا هو خرق كبير، ونحن نرى أنّ ضرب أيّ هدف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة». كذلك، شدّد نصرالله على أنّ «أحداً لم يقدم التزاماً بأنّ الاعتداءات على سوريا ستبقى من دون رد، هذا حق محور المقاومة وليس حق سوريا فحسب». وأضاف نصرالله: «إذا كانت حسابات الإسرائيلي تقوم على أنّ المقاومة أصابها وهنٌ أو ضعفٌ أو أنها مستنزفة أو أنه جرى المس بقدراتها وجاهزيتها وإمكاناتها وعزمها، فهو مشتبه تماماً وسيكتشف أنه لو بنى على هذه الحسابات، يرتكب حماقة وليس خطاً كبيراً فحسب». ورأى نصرالله أنّ العدو غير قادر في الوقت الحالي على إحراز نصر «حاسم وواضح» في أي حرب محتملة على لبنان، مؤكداً أنّه لا يبحث عن الحرب، لكن «الجاهزية مطلوبة وقائمة». وقال: «كل ما يمكن أن نضطر إليه في أي حرب مقبلة، وكل ما يحتاج إليه الانتصار في الحرب المقبلة، علينا أن نكون مستعدين وجاهزين له. على الجهات العسكرية في المقاومة أن تكون جاهزة». وأضاف: «عندما نقول إنّ قيادة المقاومة قد تطلب من عناصرها أن يدخلوا إلى الجليل، فذلك يعني أنّه على المقاومة أن تكون جاهزة لتدخل إلى الجليل، بل إلى ما بعد الجليل». وتابع: «نحن الآن أقوى من أي وقت مضى كمقاومة، وإن شاء الله سنصبح أقوى مما نحن عليه الآن». ورداً على سؤال عن أنواع الأسلحة التي يمتلكها «حزب الله»، قال نصرالله: «كل ما يخطر في البال، كل ما يجعل المقاومة أقوى وأقدر على صنع انتصار كبير فيما لو حصل لا سمح الله عدوان جديد على لبنان، نعمل على توفيره، وهو بنسبة كبيرة متوافر، وإن شاء الله إلى الأمام وأفضل». وفي ما يخصّ تدخل حزب الله في سوريا، قال نصر الله إنّ «ما يواجهه الحزب حالياً هو انشغال وليس استنزافاً، وهو لا يمس بإمكانيات الحزب أو عديده أو كادره القيادي أو جهوزيته»، مضيفاً إنّ الحزب «لم يضع سقفاً لقدرته البشرية أو لسلاحه أو لجهوزيته كمّاً أو نوعاً»، وإنّ المقاومة تملك حالياً «كل ما يجعلها أقدر على صنع انتصار كبير فيما لو حصل عدوان جديد على لبنان». كذلك، قال نصر الله إنّ الحزب «يأخذ في الحسبان عدم الاكتفاء بالدفاع من الأراضي اللبنانية عبر الصواريخ، بل بنقل المعركة ميدانياً إلى الأراضي المحتلة»، مؤكداً أنّ «صواريخ فاتح 110 وصلت إلى المقاومة منذ زمن وكنا نملك هذا النوع من الصواريخ منذ عام 2006، وهو طراز قديم مقارنة بما لدينا». وفي ما يخص الجاسوس الذي اكتشفه الحزب أخيراً، قال نصر الله: «لا علاقة له بالبنية العسكرية للمقاومة، وهو كان يعمل في إحدى الوحدات الأمنية وتم توقيفه منذ 5 أشهر. يجب أن نتوقع أموراً من هذا النوع مع اتساع بنية الحزب أفقياً وعمودياً»، مضيفاً إنّ «من نقاط القوة في حزب الله أن العملاء ليس لديهم بيئة حاضنة حتى في عائلاتهم». وكشف نصر الله كذلك أنه «تم اكتشاف بعض المتعاونين مع أجهزة استخبارات عربية، ولكنهم لم يكونوا داخل الحزب»، مؤكداً أنّ «بعض أجهزة الاستخبارات العربية حصلت على معلومات عن المقاومة وقدّمتها لإسرائيل أثناء حرب تموز عام 2006». وفي موضوع الجولان السوري، قال نصر الله إنّ «المجموعات السورية المسلحة تتواصل مع الإسرائيليين في الجولان والقنيطرة، والعلاقة بين الطرفين ليست هامشية»، مضيفاً إنّ الحزب مستعدّ «لمساعدة أي مجموعات سورية مقاومة في الجولان أو تدريبها أو دعمها، ولكن ليس لديه أي تشكيل مسلّح هناك». وقال نصر الله إنّ «إسرائيل بوضعها الحالي إذا شنت حرباً على لبنان غير قادرة على تحقيق نصر، وخصوصاً بعد العدوان الأخير على غزة»، مضيفاً إنّ «حزب الله لم يبتعد عن «حماس» بل هي التي ابتعدت عنه. نريد علاقة استراتيجية مع كل حركات المقاومة الفلسطينية وفي مقدّمها «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وغيرها، وقد يأتي يوم نقاتل فيه جميعاً ضدّ العدو». ونفى نصرالله وجود أي دليل عن «وجود قرار لدي قيادة أي فصيل فلسطيني بالقتال في سوريا». وفي الشأن السوري، أعلن نصرالله أنّ «مقولة إسقاط النظام السوري انتهت، وهذا يعود إلى صمود الجيش السوري واللجان الشعبية والشعب السوري. لا إمكانية اليوم لحل سياسي بمعزل عن القيادة السورية الحالية ممثلة بالئيس بشار الأسد، ويجب الحديث عن حلّ سياسي ينهي القتال». وأكّد نصرالله أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» كبر وتطور تحت أعين الأميركيين وبرضاهم وهو متبنى من دول إقليمية وحتى من فرنسا، مشيراً إلى أنّ «النفط يشكل مصدر التمويل الأساسي للتنظيم وهو يذهب إلى تركيا». وقال نصرالله إنّ «التحالف الدولي لا يريد إنهاء داعش في المدى المنظور، بل يريد احتواء حركة التنظيم في العراق، وأنا أشك في أنهم يريدون احتواءه في سوريا الآن».