انتقد عبد المنعم الهونى، سفير ليبيا لدى مصر وممثلها لدى الجامعة العربية، وعدد من المسئولين والسفراء الليبيين، الأوضاع الراهنة في ليبيا. وقال الهوني إنها لا تتناسب مع طموحات وأهداف الثورة الشعبية التي اندلعت ضد نظام العقيد المقتول معمر القذافى في شهر فبراير من العام الماضي, وانتهت بإسقاط نظام القذافى ومقتله في شهر أكتوبر الماضي. وأشار الهونى في بيان أصدره اليوم في القاهرة وحمل توقعيه مع العشرات من سفراء ليبيا في الخارج، الذين انحازوا إلى الثورة الشعبية في ليبيا من بدايتها, إلى أن مايحدث الآن من تكالب على السلطة وتصفية للحسابات ونهب واضح للمال العام بقرارات مصلحية نفعية وانغماس هياكل الدول الرسمية في شرعنة هذه الممارسات، يدفع إلى التساؤل: هل هذا ما قامت من أجله الثورة؟!!. واعتبر الهوني أن الثورة الشعبية في ليبيا قد انحرفت عن مسارها الذي ضحى من أجله الآلاف من أبناء ليبيا بأرواحهم فيما لم يزل آلاف آخرون إما جرحى أو مفقودين لا يُعلم مصيرهم حتى اليوم. وقال البيان إنه كان يجب على المجلس الانتقالي وحكومته المؤقتة أن يكرسا وقتهما وجهدهما من أجل استعادة سلطة الدولة على كافة الأراضي الليبية، من خلال إقامة مؤسسات الدولة واستتباب الأمن وبناء جيش وطني قوى يحمى سيادة الشعب، والعمل على تفعيل القضاء ومنع الإفلات من العقاب, حتى تكتسب المصالحة الوطنية ديمومة ومصداقية. وأضاف البيان إلا أنه وللأسف فان المجلس والحكومة بدلا من ذلك وكتعويض عن عجزهما أفرطا في جملة من القرارات التصفوية التي ترمي إلى مزيد من الفوضى وتوسيع شقة الخلافات والإقصاء لأبناء الوطن. ودعا البيان الشعب الليبي إلى القيام بخطوات للحيلولة دون أي انحراف عن أهداف ومبادئ ثورة 17 فبراير, واعتبروا أن ليبيا تقف أمام خيارات التحدي واستحقاقات مصيرية, بين هيجان الدم والاقتتال والانتقام. وحث البيان الثوار في ليبيا على الوحدة وتعهد السفراء بالوقوف معهم ومساندتهم عبر تزويدهم بخبراتهم, وقالوا أنه لن يتمكن أي شخص من سلب هذا الحق منهم. واختتم البيان بالقول: "ندعو شعبنا إلى أن ينتهز فرصة الانتخابات ليؤسس دولته الجديدة التي تنتهج طريق البناء والتنمية وتلبى طموحات شعبنا الليبي في الحرية والديموقراطية والبناء, ولن يتحقق ذلك إلا بالتصويت للأفضل واختيار أفضل لقيادة البلاد وتشكيل حكومة قوية قادرة تقودها مصلحة الوطن, لا الطموحات لشخصية ولا النزاعات القبلية والإقليمية". وأضاف: "رغم كل الممارسات غير المقبولة سنبقى قوة تبنى ليبيا سياسيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا". وضمت قائمة الموقعين على البيان كل من عبد المنعم الهونى سفير ليبيا لدى مصر وممثلها لدى الجامعة العربية، وعبد الرحمن شلقم وزير الخارجية السابق، وحافظ قدور سفير ليبيا لدى إيطاليا، وعبد الله الزبيدي، وعلي أمدود، وصلاح زارم، وآخرين.