منع وزير الثقافة لعرض الأفلام دليل فشل وزارته الدولة مطالبة بدعم الفن واستخدامه كسلاح رادع للإرهاب نور الشريف صاحب أعلي صرخة في السينما الاستقرار الأمني والاقتصادي يولد الإبداع في كل المجالات انتهيت من 50% من "الرقصة الأخيرة" لفريد شوقي وهدي سلطان عاطف الطيب توأم روحي ولد يوم 27 يوليو عام 1944م في قرية الخياطة بمدينة دمياط، حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1966م، ثم اتجه إلى الكتابة السينمائية عام 1978م وكان أول أعماله هو فيلم "مع سبق الإصرار".. شارك المخرج عاطف الطيب في عدد من الأفلام الهامة من أبرزهم: "ضد الحكومة" و"ناجي العلي" و"ضربة معلم"، ثم استمر في تميزه بكتابة سيناريو فيلمي المخرج محمد خان ” وهما: "موعد على العشاء" ثم "الحريف"، الذي يُعد واحد من أعظم السيناريوهات في تاريخ السينما المصرية لتجاوزه قواعد السيناريو التقليدية في السرد والاعتماد على التفاصيل والأحداث اليومية.. إنه السيناريست والمبدع الكبير بشير الديك الذي قام أيضاً بتأليف وإخراج فيلمين روائيين هما "الطوفان" بطولة محمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي، و"سكة سفر" بطولة نور الشريف ونورا، إلى جانب كتابة العديد من المسلسلات التليفزيونية بدايةً من عام 1984م ومن أبرزها "ظل المحارب" و"الناس في كفر عسكر" و"درب الطيب. التقت "المشهد" بالسيناريست الكبير الذي فتح قلبه في حوار شائك أطلق فيه النار علي وزير الثاقافة ووزارته وكشف عن رؤيته للفن في2015.. وإلي نص الحوار.. كيف استقبلت قرار وزير الثقافة جابر عصفور بمنع عرض الفيلم الأميركى "الخروج: آلهة وملوك" للمخرج البريطانى ريدلى سكوت الذى يتناول هروب موسى من مصر بسبب تضمنه "تزييفًا للتاريخ"؟ "إحنا شعب ناضج ويجب أن تكون الدولة ناضجة أيضا كشعبها"، وأتساءل "كيف لدولة أن تمنع فيلما عن شعبها"، فأنا ضد المنع، ولا يجب أن تتحكم الرقابة أو وزارة الثقافة، فيما يشاهده الشعب، ولا تعامله على أنه قاصر، فهو شعب ناضج ويعي ماذا يرى حوله. قاطعته قائلا: برر عصفور منعه لعرض الفيلم بقوله: "إن هذا الفيلم صهيونى بامتياز، فهو يعرض التاريخ من وجهة النظر الصهيونية، ويتضمن تزييفًا للوقائع التاريخية، لأنه يجعل من موسى واليهود بناة للأهرامات وهو ما يتناقض مع الوقائع التاريخية الحقيقية".. فماذا تقول؟ إذا كانت حجة الرقابة هي الأخطاء والمغالطات بالفيلم، فالحل هنا هو مناقشته بالحجة، وأن يكون الرد عليه بأعمال، ومقالات ومناقشات تاريخية ودينية وسياسية، لأن زمن المنع انتهى إلا في الحالات الأخلاقية فقط وكل الأسباب الأخرى مرفوضة لمنع الفيلم من وجهة نظري. كما أنه واضح للجميع أنه لا يوجد نص صريح فى القرآن الكريم، أو حديث بالسنة النبوية يمنع تجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية، حيث أكد على ضرورة الحكم على الأعمال من ناحية الجودة الفنية فقط، مشيرا إلى ضرورة السماح بعرض هذه الأفلام ومناقشة ما جاء فيها. وكيف استقبلت أيضاً قرار وزير الثقافة بمنع عرض فيلم "حلاوة روح"؟ كما قلت سابقاً أنه لا يجوز منع أي عمل فني فى ظل السموات المفتوحة، وأنا اعتبرت منذ بداية منعه لفيلم "حلاوة روح" لهيفاء وهبي هو أكبر دليل قاطع على فشل وزارة الثقافة فى القيام بالمهام المنوطة بها من نشر الوعي والثقافة فى عقول المصريين، وقلت هذا في أكثر من مناسبة وصحيفة وقناة فضائية بأنه كان يجب على الوزير جابر عصفور أن يقدم استقالته على الفور. السيناريست الكبير بشير الديك مع الزميل كرم فصاد السيناريست الكبير بشير الديك مع الزميل كرم فصاد كلمنا عن آخر كتاباتك وهو مسلسل "الرقصة الأخيرة"؟ انتهيت من 50% من كتابة سيناريو مسلسل "الرقصة الأخيرة"، الذي يتناول قصة الحب التي جمعت بين الفنانين الراحلين فريد شوقي وهدى سلطان، وأمامي شهران حتى أنتهي من السيناريو بالكامل، فالمسلسل يتناول قصة الحب التي جمعت بين الفنان فريد شوقي والفنانة هدى سلطان، وأهم أعمالهما الفنية على شاشة السينما، كما يركز على حالة المجتمع في ذلك التوقيت، ومن المقرر أن تنتج المسلسل المنتجة ناهد فريد شوقي. هل تم ترشيح أبطال المسلسل من قبلك ومن قبل المنتجة ناهد فريد شوقي؟ المسلسل لم يرشح له أي أبطال حتى الآن نظراً لعدم الانتهاء من كتابته بشكل كامل، وكل ما يقال في بعض الصحف والموقع الإلكترونية هو مجرد تخيلات صحفيين. بماذا تحتفظ ذاكرتك للمخرج عاطف الطيب والفنان نور الشريف؟ المخرج الراحل عاطف الطيب "توأم روحي"، فالطيب كان قادرًا على التعبير عن آلامه وتجاربه وروحه، فقد كان مخرجًا شديد البساطة والعمق في نفس الوقت. أما الفنان نور الشريف فله فضل كبير على كل مخرجي جيله، وأنه رجل صناعة وفكر، ومهموم بشؤون الوطن، ويكفي أنه صاحب أجمل صرخة حصلت في تاريخ السينما المصرية في فيلم سواق الأتوبيس، صرخة لكل الذين اغتالوا الحلم المصري منذ دلك الوقت حتى الآن. بما تمثل لك هذه الأفلام: "ضد الحكومة" و"ناجي العلي" و"ضربة معلم"؟ كانت جزءًا من روحي وأحلام وواقعي، لأن نهايتها أتت على يد "الانفتاح السبهللي" الذي أطلق عليه "الانفتاح الاقتصادي" في فترة السبعينيات في ظل حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات. كلمنا عن تجربتك في الإخراج في فيلمي: "الطوفان" بطولة محمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي، و"سكة سفر" بطولة نور الشريف ونورا؟ الإخراج بالنسبة لي تطور جدلي في علاقتي مع الواقع، ففيلم "سكة سفر" الذي أخرجته كان سوف يخرجه مخرج كبير، ولكنه كان بعيدًا كل البعد عن فكرة الفيلم وهذا ما دفعني إلى التفكير في الإخراج. من خلال رصدك للفن في 2014 ما هي توقعاتك للأعمال الفنية في 2015؟ هناك مثل شعبي شهير ورثناه عن أجدادنا يقول فيما معناه "إذا أردت أن تنمو المحاصيل جيد فعليك توفير المناخ والتربة الجيدة"، والفن نفس الشيء عندما يتعافى المجتمع ويخرج من عنق الزجاجة سوف يتحسن حال السينما والمسرح والدراما التليفزيونية فى مصر توجد كل الإمكانيات التي تفرز أعمالاً سينمائية رائعة ولكن الخوف من الخسارة وتوتر المشهد السياسي، أحياناً أمور تهدد حماس المنتجين وتدفعهم للهروب. فالسينما الجيدة تحتاج تمويلاً وتحتاج إلى منتج لديه روح محبة للمغامرة.. المجتمع المصري يبحث عن نافذة كي يخرج من خلالها إلى الشمس وعندما يتحقق الحلم ويحدث الاستقرار والأمان المنشود سنجد نهضة فى السينما والأدب وكل روافد الإبداع المختلفة. ولذلك أؤكد دائماً ومراراً وتكراراً أن الدولة مطالبة بدعم الفن واستخدامه كسلاح رادع ضد الجهل والإرهاب.. فالفن قوة ناعمة ومؤثرة ولا يجب أن نحصر دور الدولة فى مسألة الإنتاج ولكن يجب تشجيع المواهب الشابة فى الإخراج والإضاءة والديكور والكتابة.. والأجيال الجديدة سوف تقدم سينما جديدة وتكنيكاً جديداً أيضاً ويجب على الدولة رعاية المواهب الفنية وعدم التقصير معها وخاصة أن هذا الدور واجب علي الدولة وحدها لأنها المسئولة علي رعاية مبدعيها وفنانيها.