يبذل مثقفون ودبلوماسيون مصريون جهودا حثيثة لإحضار جثمان المفكر المصري أنور عبد الملك الذي توفي، يوم الجمعة الماضى، في مستشفى بباريس عن عمر يناهز 88 عاما. ونقلت "سكاى نيوز" عن مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان قوله : "نحاول أن نأتي به إلى القاهرة، فهناك جهود تبذل مع السفارة الفرنسية بعد التنسيق مع قريب له في القاهرة"، لافتا إلى أن للمفكر الراحل بنتا وحيدة تعيش في النمسا ولابد أن توافق الأسرة على نقله للدفن في القاهرة، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز. يذكر أن عبد الملك ظل يتواصل مع قضايا مصر والعالم العربي التي كانت محورا لاهتماماته الفكرية حيث كان رائدا لعلم الاستشراق، ففي عام 1963 نشر عبد الملك مقالا عنوانه "الاستشراق في أزمة" ربط فيه بين دراسات بعض المستشرقين والاستعمار الذي كانت تلك الدراسات تمهيدا له وأثار المقال جدلا واسعا كان بعض المستشرقين طرفا فيه. ولد عبد الملك في القاهرة في أكتوبر 1924، ودرس الفلسفة في جامعة عين شمس ثم نال الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون في باريس. وعمل المفكر المصري في المركز القومي للبحوث بمصر كما كان محاضرا زائرا في عدة جامعات عربية وأجنبية إضافة إلى عضويته في عدة هيئات وجمعيات علمية وأكاديمية عربية ودولية. ونال عبد الملك الميدالية الذهبية من أكاديمية ناصر العسكرية عام 1976 وجائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1970 كما فاز عام 1996 بجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية التي كانت أرفع الجوائز المصرية آنذاك. وحظي عبد الملك باحترام كبير منذ أصدر كتابه الأول "مدخل إلى الفلسفة" عام 1957، كما أن له كتبا أخرى منها "الجيش والحركة الوطنية" و"المجتمع المصري والجيش 1952-1970" و"الفكر العربي في معركة النهضة" و"نهضة مصر".