"ممارسة الجنس.. التمويل الخارجى.. تعاطى المخدرات.. المؤامرة" إعلاميون وسياسيون وراء ترويج الأكاذيب ترويج الشائعات سلاح "الفلول" للنيل من الثورة اتبع الإعلاميون والسياسيون المحسوبون على نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، العديد من الطرق والأساليب للقضاء على ثورة 25 يناير، وقت إندلاعها، بهدف بقائهم فى وظائفهم الحيوية، وعدم الزج بهم بالسجون كما حدث لاحقا، وكذلك القضاء على مطالب الثوار "عيش، وحرية، وعدالة اجتماعية"، ولم تنته تلك الشائعات حتى بعد مرور 4 أعوام على الانتفاضة التى قامت بها طوائف الشعب المختلفة. ورافق الثورة خلال ال18 يوم الأولى، الكثير من الشائعات لتشويه الثوار والمتواجدين بميدان التحرير، بدءاً من "شائعات ممارسة الجنس، ومنح 100 جنيه ووجبة كنتاكى يوميا لكل معتصم، وأن أعداد المعتصمين قليلة جدا ولا تسقط نظاما، ويردون هدم الدولة، وليس تحقيق العدالة، والإدعاء بأن الثوار يتقاضون تمويلات خارجية، ووجود تحرش بين المعتصمين". استمرت الشائعات والادعاءات حتى اقتراب الذكرى ال4 للثورة، بعديد من الأشكال والتوجهات، لتضم جميع التيارات التى شاركت بالاعتصام، ووصل إلى أن بعض الإعلاميين وصف ثورة "25 يناير" ب"المؤامرة"، وأن من شارك بها خائن وعميل لدول أجنبية، وبدأت بعض القنوات الفضائية تكشف صراحة عن عدائها الواضح للثورة ، خاصة وأنها تقع تحت سيطرة رجال الأعمال. وبعد أن وصل التشويه لذروته، أمر النائب العام فى نهاية عام 2014 بفتح تحقيق في البلاغ المقدم من الناشط السياسي سيف نور، والذي يتهم فيه العديد من مذيعي الفضائيات المصرية، بتعمد تشويه ثوار وثورة 25 يناير، في مقابل تجميل صورة الحزب الوطني المنحل، حيث كلف المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة بتلك المهمة. وذكر سيف نور في بلاغه أن مالك فضائية "الفراعين"، توفيق عكاشة، ومقدمة البرامج حياة الدرديري، والمذيعين بقناة "صدى البلد"، أحمد موسى، ورولا خرسا، والإعلامي مصطفى بكري، يسبون ثورة 25 يناير، ويشوهون شباب الثورة لصالح فلول الحزب الوطني المنحل ومؤيدي نظام مبارك، مما يؤدي إلى تهديد الأمن القومي، وزعزعة استقرار البلاد. وأضاف أن عودة رموز الحزب الوطني المنحل لتصدر المشهد الإعلامى، كضيوف درجة أولى على الفضائيات الخاصة، وتشويهم ل"ثوار 25 يناير"، ينبئ بكارثة كبرى، محذرا رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى من التفاف فلول الحزب الوطني حوله لضرب الثورة المصرية. وكان الإعلامي أحمد موسى قد هاجم ثورة 25 يناير من خلال استضافته الناشطة السياسية نجاة عبدالرحمن التي ذكرت وقائع وأحداثا تتهم فيها ثوار يناير بقتل المتظاهرين ومجندى الشرطة وحرق الأقسام، وعقب انتهاء الحلقة سارع عدد من النشطاء لتقديم بلاغات في الطرفين يتهمونهما بالتحريض على قتل نشطاء الثورة، بينما شن عكاشة مالك فضائية "الفراعين" هجوما عنيفا ضد ثورة يناير ووصفها بالمؤامرة. ومابين تشويه متعمد، وبطولات زائفة، يسعى لها دائما بعض الهواة، يحاول كثيرون النيل من سمعة الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير، وتصويرها بالمؤامرة، وإلصاق التهم جزافا بهم بدون أى دليل عبر وسائل الإعلام، ودون التقدم ببلاغات رسمية لجهات التحقيق، ويفضلون الشهرة الإعلامية، من أجل مصالح ترويجية وإعلانية، حيث يتصدر الحملات التشويهية "خدم، وفلول، ورجال مبارك"، وممن استفادوا من نظامه، رافضين ثورة الشعب على قائد فاسد !. وتتمثل معطيات التشويه، في ادعاءات سخيفة عن مؤامرة ، وكيفية خروج الشباب، وسفرهم للخارج من أجل التدريب على مواجهة الأنظمة، ودعم الدول الأجنبية لهم، بالإضافة إلى بعض المعلومات الخاصة بتلقيهم تدريبات فى دولة صربيا، ودعمهم بالأموال من بعض الجهات، وذكر بعض الأسماء الذين تصدرو المشهد الثورى، أمثال الدكتور شادى الغزالى حرب، وإسراء عبد الفتاح، وأيضا عدد من شباب حركة 6 إبريل، بشأن تلقيهم أموال وتدريبات من أجل إسقاط نظام مبارك ، وكأن هؤلاء هم عموم الشعب المصري الذي خرج إلى الميادين. يذكر أن الصحفية التي استضافها الإعلامى أحمد موسى، لترديد هذه الأكاذيب سبق لها أن ظهرت إبان الثورة على فضائية المحور، وقامت بإخفاء وجهها، وتحدثت أيضا عن دعم وتمويل وأيضا تدريب فى صربيا، وهو ما تحدث فيه أيضا قيادات المجلس العسكرى، إبان حكمهم برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى، ولكن دون أى دليل وانتهت القضية بحفظ التحقيقات بشأن هذه الأمور وهو الأمر الذى قابله مجلس نقابة الصحفيين بتحويل الصحفية للتحقيق؛ بتهمة تشويه ثورة 25 يناير وعدم الالتزام بمعايير المهنة، وهو أمر تأخر كثيرا. تقول الدكتورة وفاء ثروت، رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا، إن تشويه الإعلام الخاص لثورة يناير، جاء نتيجة الحراك السياسي الحالى، فالإعلام الخاص يحاول بقدر الإمكان التصفيق للسلطة الحاكمة والتطبيل لقراراتها وإن كانت خاطئة في محاولة من ملاك الصحف والقنوات للحفاظ على تواجدهم على الساحة السياسية، غير مدركين أن دور الإعلام الأساسي يتمثل في عرض ما تفعله السلطة بحيادية والوقوف على قراراتها سلبا وإيجابا. وأوضح الدكتور محمد الكاشف، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن تشوية الإعلام لثورة يناير في الوقت الحالي يأتي لخدمة فلول ورجال مبارك، ومن استفادوا من نظامه، مؤكدًا أن من يتصدرون المشهد الإعلامي في مصر يعتبرون أن ثورة يونيو ملك لهم، متجاهلين ثورة يناير، مشيرا إلى أن هذا يعد محاولة بائسة من رجال النظام الأسبق فى طمس الحقائق واستخدام سلاح التشويه وتوزيع الاتهامات الجزافية، من خلال نشرهم لمعلومات مغلوطة، دون أى أساس لصحتها.