نتهت جلسة المؤتمر الخامس لمنظمة (أوبك) الرئيسية اليوم الخميس بعد مناقشة العديد من القضايا الأساسية الخاصة بصناعة البترول والتطرق إلى علاقتها الوثيقة بالاقتصاد العالمي في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة الديون الأوروبية. وتناولت النقاشات العديد من القضايا المهمة الخاصة بحجم الطلب في سوق النفط العالمي وسياسة التسعير وحجم الإنتاج فضلا عن طرح بعض الدراسات الخاصة بتطور سوق النفط والأسعار في ظل وجود مخاوف من انكماش السوق العالمية وتراجع الطلب على النفط فضلا عن تراجع سعر سلة منتجات المنظمة خلال الفترة الأخيرة. وشارك في مناقشات المؤتمر اليوم عدد من وزراء البترول من داخل وخارج منظمة (أوبك) فضلا عن عدد من مدراء شركات البترول العالمية وخبراء الطاقة فضلا عن عدد من كبار المسئولين شملت مفوض الإتحاد الأوروبي لشئون الطاقة الألماني "جونتر أوتنجر" الذي أعرب عن ارتياحه للحوار المستمر بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول المصدر للبترول أوبك. وأكد أن هناك حوارا مستمرا بين الجانبين، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرس مع منظمة أوبك سنويا تطورات سوق النفط العالمي والاحتياجات المرتبطة بهذه التطورات، مؤكدا ارتياح الاتحاد الأوروبي لهذا النوع من الحوار والتواصل بين الدول المنتجة والمستهلكين، مشددا في نفس السياق على أهمية النفط ودوره الحيوي في جميع المجالات سواء المدنية والعسكرية. ومن جانبه أعرب نائب رئيس الشركة الوطنية الصينية للبترول وانج دونجن، خلال مداخلة له عن مخاوفه من إمكانية حدوث تباطؤ اقتصادي خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى تطور اقتصاد الصين بشكل إيجابي خلال الفترة الماضية، كما توقع أن يؤدي تحسن الوضع الاقتصادي العالمي إلى نمو السوق وتحسن طلب قطاع المستهلكين على المنتجات. وكشف النقاب أن الصين تستهلك حاليا نحو 450 مليون طن بترول سنويا، متوقعا ارتفاع حجم استهلاك الصين من النفط إلى 700 مليون طن سنويا خلال السنوات القليلة المقبلة. وكشف نائب رئيس الشركة الوطنية الصينية للبترول وانج دونجن أن بلاده تواجه مشكلتين رئيسيتين الأولى تتعلق باستيرادها نحو 450 مليون طن سنويا من سوق النفط العالمي بينما تغطي في نفس الوقت نحو 250 مليون طن سنويا من إنتاجها المحلي، معترفا بأن هذا يعد تحديا كبيرا أمامها. واشار إلى التحدي الثاني الذي تعمل الصين على التغلب عليه وهو الخاص بتغيير نسبة استهلاكها من مصادر الطاقة المختلفة، موضحا أن الصين تعمل على زيادة اعتمادها على الغاز الطبيعي وتنويع مصادر الطاقة لتخفيف الضغط على استهلاك النفط. وعلى جانب آخر عول وزير الطاقة الفنزويلي رافييل راميرز خلال المناقشات على أهمية المنتدى الدولي لمنظمة (أوبك) في إطار مناقشة شئون الطاقة وصناعة النفط، لافتا إلى أن مؤتمر هذا العام سيركز على مناقشة تأثير فرض العقوبات الأوروبية والدولية على النفط الإيراني باعتبارها دولة منتجة للبترول وعضو في منظمة أوبك. كما تطرق إلى أهمية مناقشة شروط الاستثمار التي يفرضها الاتحاد الأوروبي للمحافظة على حرية السوق، مشددا في المقابل على أهمية استمرار الحوار بين المستهلكين والمنتجين في قطاع النفط. وعلى صعيد تطور صناعة النفط في فنزويلا أوضح راميرز، أن هناك خططا موضوعة دخل بعضها حيز التنفيذ لتطوير عدد من مشاريع إنتاج النفط في بعض المناطق، موضحا أن يبلاده تنتج حاليا نحو1.3مليون برميل يوميا وسترتفع خلال السنوات القليلة القادمة إلى 4 ملايين برميل يوميا، كما كشف النقاب عن وجود خطط للوصول إلى حجم إنتاج يبلغ 6 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2018. وبدأت أمس فعاليات منتدى منظمة أوبك للبترول في قاعة الاحتفالات الرئيسية الملحقة بالقصر الرئاسي في العاصمة النمساوية فيينا برئاسة وزير البترول العراقي عبد الكريم لعيبي وحضور عدد كبير من وزراء بترول الدول الأعضاء في المنظمة ومدراء كبريات شركات البترول العالمية وخبراء صناعة الطاقة، فضلا عن عدد من ضيوف المنتدى تصدرهم رئيس جمهورية النمسا دكتور هاينز فيشر.