تسعى الحكومة نحو خلق أقطاب للنمو من خلال إقامة عدة مشروعات قومية لخدمة المواطنين لرفع مستوى معيشتهم والقضاء على مشكلة البطالة، والتي من بينها المشروع القومي لإنشاء المركز اللوجيستي العالمي للحبوب والغلال والسلع الغذائية الذي سيقام في محافظة دمياط، ويهدف إلى تحويل مصر إلى محور لوجيستي عالمي للحبوب لتأمين السلع الغذائية والحبوب لمصر إضافة إلى التصدير لدول المنطقة وتوفير الالاف من فرص العمل. في الوقت ذاته، ترددت بعض الأنباء حول إلغاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لذلك المشروع المرتقب تدشينه خلال الفترة المقبلة، وفق مصادر خاصة، والتي أكدت أن عددًا من الجهات المتخصصة فى مجالات النقل البحري واللوجستيات. قالت المصادر، إن تلك الجهات المختصة قدمت مذكرات إلى بعض الجهات السيادية والرقابية بالدولة، يطالبون فيها بإلغاء المشروع لأنه لا يستند إلى دراسات فنية متخصصه فى مجال النقل واللوجستيات، ويتبنى فكرة نظرية مضللة بشأن إنشاء مركز عالمى لتجارة الغلال وهو أمر غير ممكن من الناحية العلمية والعملية، مؤكدين أن المشروع يكبد الدولة مبالغ طائلة فى إنشاء بنية أساسية دون مردود اقتصادي مؤكد، كما يؤدى إلى إهدار مساحة 500 ألف متر مربع من ميناء دمياط بالإضافة إلى 3 ملايين متر مربع فى المنطقة الصناعية الملاصقة للميناء، ليقضى بذلك على كافة التوسعات التنموية المستقبلية فى المحافظة سواء فى الميناء أو فى الأنشطة الصناعية. وبالبرغم من تلك التشكيكات حول إنشاء المشروع، خرج خالد حنفي وزير التموين، في حوار على فضائية "الحياة"، ليؤكد أن الرئيس وجه بضرورة افتتاح المركز اللوجيستي للحبوب والغلال بدمياط في أسرع وقت، موضحا أن المركز من المشروعات الكبري لانه يركز على محورية مصر ودورها الاقيليمي. قال الوزير: إن المشروع سيحقق عوائد إقتصادية وإجتماعية وقومية كبرى للاقتصاد المصري وينشئ بنية أساسية تتناسب مع المعايير العالمية، حيث يتضمن إنشاء صوامع وقباب تخزينية حديثة فى 3 مناطق تحقق زيادة فى الطاقة التخزينية من 2.5 إلى 7.5 مليون طن وأرصفة بحرية ونهرية وأيضا 5 مناطق إستثمارية صناعية لإنتاج واستخلاص الزيوت والصابون والفركتوز والاعلاف والسكر والدقيق، مُشيرا إلي أنه تم تخفيض التكلفة الاستثمارية للمركز اللوجيستي من 15مليار الي 13مليارجنيه من خلال عمل تصميمات متميزة لإستخدام تكنولوجيا متقدمة من أجل تحقيق أقصي إستفادة من المشروع وتقليل التكلفة لصالح جوانب أخري بالمشروع. أكد أنه جاري حاليًا تطوير الشون الترابية وتحويلها الي شون حديثة متطورة، وسيتم الانتهاء منها فى شهر مارس القادم، لاستقبال محصول القمح المحلي الجديد، حيث سيتم تخزين القمح بالطرق الحديثة فى شون مغلقة بعد فرزه وتنقيته للتخلص من الشوائب وتجفيفه وربط هذه الشون بالمركز اللوجيستي العالمي للحبوب مع إقامة عدد من البورصات السلعية وإستغلال النقل النهري بعد تحديثه في نقل الاقماح والحبوب حيث يوفر 50% من تكلفة النقل. لفت إلى أن عدد كبير من المستثمرين المصريين والعرب والاجانب وشركات عالمية تقدموا للمشاركة والاستثمار في هذا المشروع وذلك من عدة دول عربية منها الامارات والسعودية والسودان وأيضا من أمريكا وكندا وإيطاليا وروسيا وسلوفينيا ومصر أيضًا وخاصة دمياط وغيرها من الدول الأخرى، مُضيفًا أن مصر مركز رئيسي لانتاج الحبوب ومع لاتتمتع بدور عالمي وهو ما سيحققه المركز لمصر. وعن أسباب اختيار دمياط مكان للمركز اللوجيستي، قال وزير التموين: إن محافظة دمياط مؤهلة لاستقبال المركز لان لديها ميناء مطل على البحر المتوسط وتربط بين البحر والنهر والنقل المتعدد الوسائط. وحول التأثيرات والتغيرات المناخية المستقبلة على المشروع من الاحتباس الحراري وارتفاع مستوى البحر، قال الوزير إذا حدثت تلك التغيرات فإنها ستلحق ضررًا كبيرًا بسكان الدلتا كلها وليس المشروع فقط وأنه من الأولى أن نحافظ على السكان وليس على مشروع.